الرد الروسي.. وإعادة التوازن العالمي

 
تطورات الأوضاع في أوكرانيا، أثبتت خلال الأيام الأخيرة أن الولايات المتحدة فقدت كل أوراقها الضاغطة تجاه موسكو، حيث الرد الروسي على الاستفزازات الغربية رسم نقطة بدء العد التنازلي لقرب انتهاء القطبية الأحادية، إذ أن التحولات العسكرية والسياسية والاقتصادية في المشهد الدولي الراهن سترسخ قواعد النظام العالمي الجديد، وتعيد التوازن للعالم، بعدما استباحت الولايات المتحدة وذراعها العسكري “الناتو” أمن الشعوب واستقرارها، وباتت سياساتها الهدامة تشكل خطراً داهماً على العالم بأسره.
العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها القوات الروسية في أوكرانيا لحماية المواطنين الروس في دونباس، لا شك أنها قلبت كل موازين وحسابات الغرب، وأظهرت مدى العجز الأميركي والأوروبي للحفاظ على سياسة الهيمنة الأحادية، فهذا الغرب الذي ورط أوكرانيا في مستنقع الحرب، أبدى عجزه الواضح عن حمايتها، خشية من القدرات الروسية، واكتفى بإشهار سلاحه القذر” العقوبات”، ولكنه سرعان ما بدأ يتحسس رأسه خوفاً من الارتدادات العكسية، وهذا هو ماكرون يحذر من مخاطر الحرب على أوروبا، ويتحدث عن إعداد حكومته خطة لتجنب الآثار الاقتصادية على بلاده، فيما حذر وزراء مالية الاتحاد الأوروبي من مغبة دفع ثمن اقتصادي باهظ جراء الحرب، علماً بأن هذه الحرب أشعلت فتيلها الولايات المتحدة، وتؤججها سياسة العداء الأوروبي لروسيا.
النظام الأوكراني يجد نفسه اليوم وحيداً في ساحة القتال، بعدما رفض كل الدعوات الروسية لتنفيذ اتفاقات مينسك، وبات يستجدي الحوار والتفاوض، ولكنه يتجاهل أن قواعد اللعبة قد تغيرت بفعل انصياعه لأوامر الغرب، وروسيا هي فقط من تحدد شروط وقواعد أي مفاوضات جديدة، لن يكون أقلها تخلي كييف عن فكرة انضمامها للناتو، والقبول بالواقع الجديد الذي تفرضه مجريات العملية العسكرية في دونباس، فهي لن تسمح أن تكون أوكرانيا خنجراً أميركياً وغربياً في خاصرتها حسب تأكيد مسؤوليها، وسبق وأن حذرت الناتو من المساس بخطوطها الحمر، وربما يعيد الغرب حساباته اليوم بعد إدراكه لحقيقية تغير موازين القوة لمصلحة روسيا وحلفائها على الساحة الدولية.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال بأن الأمم المتحدة خلقت من أجل منع وقوع الحروب، ولكنها فشلت في تحقيق هدف منع الحرب في أوكرانيا، ولكن غوتيريش يتجاهل على الدوام بأن ارتهان الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية للسياسة الأميركية والغربية هو ما يجعل هذه المنظمة عاجزة عن تنفيذ المهام الموكلة بها للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وكثير من الأحيان كانت هذه المنظمة الأممية متواطئة مع سياسات الغرب في إشعال الحروب، واستهداف الدول ذات السيادة، وسورية إنموذجاً، ولا ريب بأن التصدي الروسي لنهج الهيمنة الغربية، سيصحح مسار العلاقات الدولية، لاسيما أن هذا التصدي مدعوم من قبل جبهة عريضة ووازنة من الدول الحليفة والصديقة الرافضة لسياسة الغطرسة الأميركية، وهو بكل تأكيد سيفضي إلى عالم جديد، أكثر عدلاً وتوازناً.

نبض الحدث -بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...