المثقف الفلسطيني في مواجهة سياسة التهويد

الثورة – فاتن أحمد دعبول:
محاور عديدة تناولتها المحاضرة التي نظمتها مؤسسة القدس الدولية” سورية” بالتعاون مع اللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، وحملت عنوان” دور المثقف في مواجهة سياسة التهويد” للأديب الدكتور حسن حميد.
وبين د. خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية الذي أدار الحوار أهم المحاور التي ترتكز عليها المحاضرة والتي تدور أولا حول دور الأدب والثقافة في تشكيل الهوية الوطنية والشخصية الفلسطينية، وخصوصا في ظل سعي إسرائيل الممنهج لإلغاء هذه الهوية والسطو عليها عبر عمل ؛يقوم به كتاب ومثقفون وأقلام مأجورة تخدم الفكرة الصهيونية.
ونوه بدوره إلى المحور الثاني وهو دور الكاتب الفلسطيني في مواجهة ذلك التحدي من خلال الأجناس الأدبية عبر القصة والرواية والشعر، وعبر أدوات الفنون بأشكالها المختلفة في إطار تأصيل الثقافة والارتباط بالأرض، لأن التهويد هو فعل مركب يسعى إلى تهويد السكان التاريخ والثقافة، وإلغاء ما يطلق عليه الثقافة والهوية الفلسطينية.
ويتوقف المحور الثالث دور المقاومة والقيام بالتحشيد على المستوى الوطني من أجل زرع هذه القيم وهذا الوقود المقاوم في وعي الأجيال.
الكاتب الفلسطيني
ويؤكد د. حسن حميد أهمية دور الكاتب الفلسطيني كونه يشكل جهة الوعي والانتماء، سلوكا وقولا وكتابة، وحارس المعاني الثقيلة كي لا تمس أسوارها بأذى، وقد وعى تماما ما أراده العثماني والإنكليزي والإسرائيلي من احتلال واغتصاب الأراضي الفلسطينية، مثلما وعى ما يقابل هذا الاحتلال من مقاومة راحت تشيع ثقافتها يوما بعد يوم.
فمنذ وعد بلفور، وقبل الاحتلال البريطاني للبلاد الفلسطينية، قاوم الشعب الفلسطيني بالنشيد الثائر في الشوارع والحرات والقرى والمدن والمدارس والمساجد والكنائس، وبالبيانات والكتابة في الصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإعلام، ليقولوا جميعا” لا، لبريطانيا، رغم أن الكثير من المنددين بالاحتلال كان مصيرهم إلى السجن والتعذيب والإعدام.
ومنذ الساعات الأولى للاحتلال البريطاني راحت الصحف والمجلات والمؤلفات عبر استثمار المنابر كافة تدعو إلى مواجهة الاحتلال وعدم الخضوع والاستسلام، ومع مرور الزمن أصبحت المقاومة أكثر رحابة وأكثر دويا وأكثر نورا، وخصوصا بعد التضييق الإسرائيلي على الفلسطينيين، ومنعهم لتدريس أبطال المقاومة والرموز الفلسطينية من الكتاب، وأعلام العرب، ومنع تدريس التاريخين العربي والفلسطيني، بل فرض تدريس مجرمي الحرب والقتلة، ومن هنا توجه الفلسطينيون إلى البيوت لجعلها مدارس لتدريس الأعلام الفلسطينيين والعرب، وتدريس أعلام المقاومة العربية وشهدائها.
ثقافة المقاومة
وظل الكاتب الفلسطيني حبيس موضوعة واحدة هي الوطن، يركض في رحابها من أجل إدامة معناها وتظهير تجلياتها وحراستها الفطينة اليقظى، ويبذل من أجل الوطن الغالي والنفيس، بوصلته في ذلك ثقافة المقاومة، فهي الكتاب الذي يقرأ صفحاته عن ظهر قلب، لأنه وعى أنها اللغة الوحيدة التي يفهمها الإسرائيلي.
ورغم اعتداءاتهم المستمرة، لم تستطع ثنيهم عن أهدافهم في تحقيق الحرية والحفاظ على إرثهم وفنهم ومكانتهم، ولكن المفارقة المؤلمة هذا الصمت المطبق من العالم حول ما يجري في أرض فلسطين المحتلة، رغم أن العديد من الكتب التي ترجمت نقلت معاناتهم، لكن دور النشر لا تستقبل كتابا مترجما للغاتها يدور حول القضية الفلسطينية، خوفا من بطش، أو إغراء لمال صهيوني من جهة أخرى.
ويبين د. حميد أن الحديث عن ثقافة المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، يعني الثقافة الفلسطينية، والحديث عن الأدب والفن المقاوم، المقصود الآداب والفنون الفلسطينية، التي حجزت لها مكانا رحبا داخل مدونات الأدب العربي، وداخل مدونة الفنون العربية في آن، وذلك لما تحمله من الغنى الجمالي الذي يشيع في النصوص واللوحات والأفلام والمسرحيات، لكنها وللأسف بقيت محدودة في انتشارها، بسبب النفوذ الصهيوني شديد السطوة في الكثير من البلاد الأوروبية، والرقابة المفروضة على الكثير من دور النشر والمكتبات الخاصة.
مواقد جمر
ويخلص د. حميد إلى أن التاريخ لا يغلق أبوابه بوجه شعب يصرخ” بلادي، بلادي”، والكاتب الفلسطيني سيظل يكتب، لا لحياة المذلة تحت حراب الإسرائيلي، ولا لديمومته وبطشه، وستبقى الآداب والفنون مواقد جمر من أجل إعلاء شأن المقاومة، وإن كان ليل الظالم طويلا، لكن منهاه فجر أكيد.
وختمت المحاضرة بعدد من المداخلات التي تحدثت عن أهمية دور الكاتب في توحيد الشعور الوطني الجمعي، ولابد من مواجهة المحتل البغيض الذي يريد تهويد كل شيء حتى الهواء.

000017r.jpg

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة