الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري دينا الحمد
لا تزال تداعيات العقوبات الغربية المفروضة على روسيا ترخي بظلالها على الاقتصاد الأوروبي الذي بات يئن تحت وطأة الارتدادات العكسية للعقوبات، حيث قفز التضخم في منطقة اليورو خلال شهر شباط الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 5.8%، على خلفية ارتفاع أسعار الطاقة بشكل رئيسي، مقارنة بـ5.1% خلال كانون الثاني.
جاء ذلك بحسب ما كشفته بيانات وكالة الإحصاء الرسمية بالاتحاد الأوروبي “يوروستات” اليوم الأربعاء، ويرجع بشكل أساسي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز بسبب المخاوف من تأثر الإمدادات بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والعقوبات الغربية على موسكو.
ووفقا لوكالة “فرانس برس” قال مكتب “يوروستات” إن أسعار الطاقة في شباط قفزت 31.7% أسرع من 28.8% المسجلة في كانون الثاني، وارتفعت أسعار المواد الغذائية 4.1% في شباط مقارنة مع 3.5% في الشهر السابق.
وتوقع محللون في “كابيتال إيكونوميكس” للتحليلات أن يصل التضخم إلى 6% في الأشهر المقبلة، قبل أن يتراجع إلى نحو 4% “على الأرجح” في نهاية العام. ولا يزال هذا ضعف هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ حوالي 2%.
كذلك ارتفع السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي الهولندي “تي تي إف” الأربعاء إلى 194,715 يورو للميغاوات ساعي، وهو مستوى قياسي مدفوع بالحرب في أوكرانيا، إذ تعتبر روسيا منتجا ومصدرا رئيسيا للغاز.
ووصل سعر الغاز البريطاني تسليم الشهر المقبل إلى 463,83 بنسا لكل وحدة حرارية، وهو مستوى قريب جدا من أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجّلها في كانون الأول الماضي عند 470,83بنسا.
وبحسب الوكالة تجاوز خام برنت 110 دولارات للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 وتبعه خام غرب تكساس الوسيط بعد ذلك بساعات ليسجل أعلى مستوى منذ 2013. وبالمثل، سجلت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية مستوى قياسيا.
ويخشى صانعو السياسة من أن التضخم المرتفع قد يخنق تعافي الاتحاد الأوروبي من جائحة فيروس كورونا.
وحذرت “كابيتال إيكونوميكس” من أنه ليس فقط أسعار الطاقة، ولكن أيضا أسعار المواد الغذائية قد ترتفع أكثر.