البنية الفكرية والروحية التي تصدّعت جدرانها في المدن الصمّاء- “دول الغرب وأميركا” – والتي شغلت الأدباء والمفكرين والشعراء لقرون من الزمن في التقليد الأعمى تشتعل وتنشغل بحرائق الحروب التي صدّرتها إلى بلداننا زمناً وتكسرّت وانهزمت الغاية الفكرية والإنسانية أمام الدوافع والغايات السياسية…
هل ننظر إلى أنفسنا قليلاً بعيداً عن لا معقولية الواقع ونبحث عن بدائل حقيقية أو نعود لأنفسنا المبدعة المنتجة لنقدّم فكراً خلّاقاً يعيد التوازن الفكري والثقافي بعيداً عن حالات الاغتراب أو العزلة التي أثقلت كاهلنا بها الحرب الصهيونية العالمية والمدن الصمّاء…
الزاد اليومي لشاشات وفضاءات ومكتبات العالم أحداث تشتعل بحرائق الحروب وذاكرة الأجيال نسيت الفنّ والإبداع لغاياته الجمالية والإنسانية وغاصت في تفاصيل كمية الدماء المهدورة وعدد القتلى وحجم الجثث التي تسير عليها جنازير الدبابات وعدد الصواريخ والترسانات التي تهدّد الشعوب…
البنية النفسية المعقدة للإنسان بشكل عام والتجارة في الأدب والفنّ جعلت من النزعات الداخلية عرضة للتغيير بفعل العوامل الخارجية ودولاراتها ونفطها وذهبها وأخذت الفنّ والأدب ومعهما الإعلام والصحافة إلى نوافذ جديدة تطلّ على العالم بكلّ مايلغي الأدمغة ويسلب الإرادة البشرية ويسيطر على النفوس الضعيفة ويغيّر في مستوى توجهّاتها ومناحي تفكيرها…
الغاية من كلّ ذلك إلهاء الناس عن همومها ومعاناتها الحقيقية وصرف أنظارها عن الوحشيّة التي تقتل كلّ أمل مزروع فينا كبلاد حرّة مثقفة واعية لواقعها ورافضة لكلّ خطر استعماري استبدادي في كلّ أرض تعشق الحرية والسيادة وترفع راية احترام الإنسان
رؤية -هناء الدويري