الثورة – ترجمة غادة سلامة:
هل يمكن لنظام الأمن القومي الأمريكي المتحجر بشكل متزايد والسياسات الداخلية المختلة أن يسمحا للولايات المتحدة بتطوير موقفها وسياساتها للتعامل مع النظام الدولي المتغير؟ وهل تكون نهاية حقبة ما بعد الحرب الباردة وآلام ولادة حقبة عالمية جديدة لم يتم تسميتها بعد مختلفة؟!.
لقد تميزت الحقبة الحالية بحطام القطار البطيء جراء وباء عالمي، وكذلك هزائم الحروب الأمريكية المجنونة التي استمرت عشرين عامًا في أعقاب هجمات 11 أيلول، فهذه الحروب والمغامرات العسكرية الأمريكية التي سعت لإثبات أن القوة الأمريكية مازالت فعالة على الأرض وليس فقط في عقول صقور البيت الأبيض، تسببت بخسائر مادية وبشرية هائلة .
من الأهمية بمكان هنا أن نقول ونعترف أن القوتين الرئيسيتين الأكثر ميلًا للبحث عن السلام في نظام ما بعد الحرب الباردة – هما روسيا والصين – لأنهما لا تريدان التنافس وفقًا لشروط الولايات المتحدة، وبالتالي فقد سعى الروس والصينيون إلى تحويل أساس المنافسة إلى المناطق والمجالات الوظيفية العلمية السلمية حيث يتمتعون بميزة ميدانية وهما أفضل استعدادًا للمنافسة من الولايات المتحدة المتحجرة فكريا وأيدلوجيا، حيث تبحث روسيا، على وجه الخصوص، عن طرق لتجنب صراع تقليدي مباشر مع الولايات المتحدة والحفاظ على أساس العمل الدولي والقوانين الدولية .
بالإضافة إلى ذلك، فإن التحولات التكنولوجية المتطورة لروسيا والصين لم تسمح فقط بتآكل القطبية الجيوسياسية الأحادية – من خلال الاستفادة من التقنيات الجديدة لتطوير قدرات سهلت ظهور اللا قطبية، حيث سهلت وسرعت هذه التحولات التكنولوجية بتهيئة الظروف المناسبة للأعمال التجارية والاقتصادية وتطويرها من خلال السهولة والسرعة لممارسة الأعمال، والتجارة، والتمويل، فضلاً عن المصدر والموزع الرئيسي للمعلومات.
ولم يؤد ذلك فقط إلى نمو قطاعات اقتصادية جديدة تمامًا، بل سرع العولمة الاقتصادية والتنافس التجاري بين الدول وبشكل سلمي وحضاري، و “قلّص” المسافات بين الدول من خلال إيجاد طرق نقل أكثر سرعة وبأسعار معقولة، مما سمح بتطوير سلاسل إمداد لمسافات طويلة، الأمر الذي انعكس وبشكل ايجابي وساهم في تطوير حركة المال والأعمال عبر العالم.
بقلم: نيكولاس جفوسديف