من دمشق إلى كييف.. سيناريو واشنطن المكرر

ريم صالح:
الحروب التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها على أكثر من جبهة دولية، لا تدار بالبوارج، والدبابات، والصواريخ العابرة للقارات، والطائرات الحربية، والمضادات الأرضية فحسب، وإنما هناك سلاح آخر، بل يمكننا أن نجزم بأنه الأقوى والأخطر على الإطلاق ألا وهو سلاح الإعلام المضلل، عندما يتم عبره تزييف الحقائق، ونشر الروايات الكاذبة لتأليب الرأي العام ضد الدول المستهدفة، أميركيا وغربيا.
واليوم عندما نتابع ما تتناقله الفضائيات، وماكينات الإعلام الغربي، والمتصهين الناطق بالعربية، حيال العملية العسكرية الروسية الخاصة في دونباس، لحماية أمن موسكو القومي، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا نحن السوريين، هو مدى التشابه البالغ حد التطابق في بعض الأحيان حيال الروايات الإخبارية الملفقة التي تستهدف موسكو حالياً، وحيال دمشق سابقاَ.
هي نفس السيناريوهات الهوليودية إذن.. بذات الحبكة، والإخراج الأمريكي، وبذات المنتجين، والممولين، والمصفقين، والناعقين، لم يختلف فقط إلا المكان، حيث كان في دمشق بالأمس، وغدا في موسكو اليوم.
كم رأينا خلال الأيام الماضية صور مواطنين قيل إنهم روس يحرقون جوازات سفرهم، ليتبين فيما بعد أنهم مجرد مواطنين أوكرانيين تلقوا ثمن ما يؤدونه من خدمات تمثيلية مكشوفة، وكم شاهدنا صوراً لقتلى أوكرانيين من المدنيين ليتضح فيما بعد أن أحد القتلى يتحرك ويرمش بعينه، الأمر الذي إنما يذكرنا ببداية الحرب على سورية، وبتلك الثلة المارقة، ممن ادعوا أنهم سوريون تارة، وشهود عيان تارة أخرى، ليتضح فيما بعد أنهم ليسوا سوريين، ولا هم يحزنون، وأن الصور المفبركة والدموية والمثيرة للمشاعر الإنسانية التي يتلطون من ورائها، ماهي إلا مشاهد من حروب قديمة، أو من أفلام أكشن حتى.
اللافت لنا أيضاً أن ذات القنوات والمنابر المضللة الشريكة في سفك الدم السوري، من شاكلة الرأي ونسف الرأي الآخر، وأن تقتل أكثر، والبي بي سي، والسي إن إن، سرعان ما تبنت نفس الرواية الإخبارية الملفقة، بنفس الآليات، والنهج المضلل حيال موسكو، فالهدف إبراز الضحية الروسية التي تدافع عن أمنها القومي بمظهر القاتل، بينما تبرئة صفوف النظام الأوكراني الذي ارتضى لشعبه الهلاك فقط لإرضاء مشغله الأمريكي.
حجب القنوات الروسية مثل روسيا اليوم وسبوتنيك يذكرنا هو الآخر بالهجمة الشرسة التي طالت قنوات ومحطات الإعلام السوري، فالهدف كان التشويش وطمس الحقيقة بالمطلق.
أما افتعال النازيين الجدد حريقاَ قرب محطة زابوريجيا النووية بهدف استعطاف العالم، وتحريض بل وإيجاد الذريعة لحلف الناتو للتدخل، هذا السيناريو إنما يعيدنا إلى استخدام أمريكا للورقة الكيماوية في سورية، وإشهارها عبر ما يسمى إرهابيي الخوذ البيضاء للغوطة الشرقية، ومن ثم محاولة إلصاق التهمة بالجيش العربي السوري، لعلها بذلك قد تنال غايتها العدوانية من حصد مكتسبات، أو تنازلات من الدولة السورية على الطاولة السياسية في الأروقة الأممية.
“اكذب اكذب حتى تًصدق”.. هذا ما يتبناه الغرب في حربه المضللة ضد موسكو، وهذا ما سبق وتبناه حيال دمشق، وإلا كيف يمكن للنظام الأوكراني، ولماكينات الغرب الإعلامية المسيسة، أن يفسر لنا الفيديو الذي سبق وتم نشره، والذي يتناول حسب المزاعم الأوكرانية مضادات أوكرانية تتصدى لمقاتلات روسية تقوم بقصف المدن بشكل وحشي، ليتبين فيما بعد أن الفيديو مأخوذ من لعبة فيديو تسمى “أرما ثري” وأن الرواية كلها محض أكاذيب وافتراءات لا أساس لها من الصحة.
“من يربح الحرب هو من تربح قصته في الإعلام”.. هي الفكرة التي يتبناها أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد جوزيف ناي، والتي توضح لنا اليوم ما يجري في الكواليس الدبلوماسية، والدهاليز الأممية، فالشيطان التلفيقي لطالما كان يكمن في التفاصيل، وفي ثنايا الجزئيات، وفي أدق الحيثيات.
كل أكاذيب الأمريكي، والأوكراني، وسيناريوهات الغرب العدوانية لن تؤثر في تقدم موسكو على الأرض، كما وأنها لن تغير الصورة الذهنية التي لطالما رسمتها شعوب العالم حيال روسيا، والتي اقترنت على الدوام بالسلام، والإنسانية، واحترام سيادة الدول، وحقوق شعوبها المصيرية.

آخر الأخبار
الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة