يا كلّ الدنيا ويا دنيا الكلّ، يا بريقاً وأملاً ونوراً في أيام عصيبة قاسية، لا تعرفين تعب ولا كلل، الوحيدة التي تخلو قواميس حياتها ومعاني كلماتها من المنّة والمقابل، فقط أن تكون الأسرة بخير والأولاد بسعادة وطمأنينة.
أمي كما أمهات العالم، وبالأخص كما أمهات سورية العظيمة، سورية الأم وأم الجميع، تحنو وتغفر وتسامح وتعفو و.. و..
أمي أستيقظ باكراً على همسات صوتها وأنين بحة صوتها تنادي وتتفحص بلطف وتقوم بأعمال المنزل بلا ضجيج والكلّ نيام، تارة تتفقد الأولاد وتحنو عليهم مخافة البرد، وأخرى تتحضر لتلبية متطلباتهم وحاجياتهم، وما بين الاثنتين تمضي ذهاباً وإياباً بحركة مباركة لا تعرف التعب والأسى، لا تطلب العون والثناء، فقط كلّ ما تريده أن ترى الابتسامة والراحة والسعادة في جنبات الأسرة، هكذا هي الأم وأكثر من ذلك بكثير، تمرض ولا تشتكي.. تتعب ولا تقول.. تكابر على أوجاعها وآلامها لتتحقق آمالها وأمانيها، كلّ ذلك دون تأفف أو ضجر، فأي عظمة تلك التي وهب الله بها الأم، وأي مقام بل وأي مقال يفي بما أنت فيه، وهنا اسمحوا لي بهذه المناسبة العزيزة والعظيمة أن أتذكر أبي وأستذكر بعضاً من شمائله وفضائله وحالاته الأبوية التي عشناها سوياً ولا زالت وستبقى ما بقي فينا عرق ينبض.
فالأبوة والأمومة كرم عظيم، وقدسية، وأمانة، وواجب، وهما نبع الإنسانية والعطاء بلا حدود، وهكذا هي الأم السورية والأب السوري، وسوريتنا الأم والأب.
في هذا اليوم الحادي والعشرين من آذار نتضرع إلى الله أن يمن على أمهاتنا جميعاً بالخير والصحة والعافية لمن هن على قيد الحياة، ولمن غادرن إلى الخلود نطلب الرحمة والمغفرة والعفو.
ولأمنا الشامخة.. الصابرة.. الصامدة.. المحتسبة سورية النصر والفرج القريب.
كل عام وأمهاتنا بألف خير.. كل عام وسورية الحبيبة بألف ألف خير..
حديث الناس – هزاع عساف