جاء في المعجم أن المعنى العربي لكلمة ” سفر” مع خفض السين هو الكتاب .. وهو التعبير ذاته الذي تكرر في الكتاب المقدس المؤلف من ستة أسفار يجزأ كل منها إلى فصول تسمى إصحاحات وهكذا يكون معنى الإصحاح بالعربية الفصل.
وما أكتبه هنا وما يتبعه له عندي معنى يقترب من مفهوم الكتاب.. وربما يوزع على فصول أو حلقات، بما لا ينفي عنه أنه مجموعة مقالات موضوعة للنشر الإعلامي في هذه الزاوية، إن قدر لها ذلك.
لماذا الختام؟!
لأنه طال بي هنا المقام.. ولا ريب أن القوم ملوا مني وأنا أقول وأعيد وأشرح وأستنتج وأقاتل حتى مللني القتال ومللته .. فقلت لروحي على حين استذكار والدنيا ارتباك وحيرة بحثاً عن النور في ضوء الكهرباء التي هي شمس العصور الحديثة .. هيّا يا رجل اخرج من ” صومعتك ” هذه فقد طال بك المقام .. والدهر لا يرحم حتى ولو كنت مثل “أبو الهول”.
قال طيب السيرة والأثر المرحوم أحمد شوقي، مخاطباً “أبو الهول”:
أبو الهول طال عليك العصر
وبلغت في الأرض أقصى العمر
فإن الحياة تفل الحديد
إذا لبسته وتبلي الحجر
طبعاً .. لا أنا أبو الهول ولا معني بي أحمد شوقي بهذا الإبداع العظيم. و لا نقطة في محيطات هذا أو ذاك .. إنما جاءت السيرة من أساس المكوث طويلاً في المكان.
بيني وبين صحيفة الثورة حالة ترابط ربما ليست هي وحيدة.. ولا فريدة.. إنما هي تكاد تنده لي أن غادر .. أو “فرقنا” كما يقولون بـالشامية الدارجة.
سألني يوماً صديق:
هل من الوارد أن آتيك يوماً إلى “الثورة” فلا أجدها و أراك متسمراً تحرس أبوابها؟
تقريبا صدقت الرؤيا .. فقد غابت الثورة بصفحاتها الورقية السمراء وتحولت إلى أثر يزعمون أنه هي .. يقولون:
“أون لاين” .. وغبت أنا عن روحي وأعمدتي الورقية وأصبحت لا أعرف عن حالي إلا أنني ” أون لاين ” و ترجمتها عندي ” على المنشر .. و بلا أعمدة”.
نويت السفر .. وأحببت أن أبحث عن طريق أجدكم فيه ولو بأبعاد الطيف؛ بعضكم أو قليلاً منكم .. فقلت: أقيم في حلقة ختام سفراً من أسفار حياتي .. أستطيع فيها أن أستمر حقيقة أو وهماً .. أسافر مع راغب في أن يرافق أسفاري. أفقياً صوب الجهات الأربع وعمودياً صوب الماضي والمستقبل.
أزعم هكذا أني خرجت من صومعتي من دون أن أغادر مكاني فيها وهو وهم وأنا وهم وهي وهم .. وهكذا ربما أستريح من هذا الطرق المستمر على أبواب روحي .. وقد خفت الضلالة.
أصحاب مشواري الذي أزمع.. على بساطة رحلتنا وطيبة قلوبنا وقلة عددنا .. قد يحول دون مشروعنا عديد الأمور .. وعليها نستعين بالصدق .. وطولة البال.
As.abboud@gmail.com
معاً على الطريق- أسعد عبود