يعود مجد، طالب في العاشرة من عمره، إلى البيت حاملاً دفتر علاماته وتكتشف أمه تقصيره، فتمرض ويشعر بأنه هو سبب مرضها فيضاعف جهوده ويحصل على علامات جيدة وتشفى الأم من مرضها.
هذه ليست حكاية خيالية بل بعض ما سجلته دراسة وثائقية عن تأثير الأم في تفوق الأبناء، ولا أظن أننا نستطيع إحصاء هذه الدراسات، فيما لو أرادت الخوض والبحث عن أثر الأم في غرس القيم الأخلاقية في نفوس أطفالها وفي تعليمهم أنماط السلوك الصحيح كالتغذية والعناية بالنظافة والمحافظة على البيئة وترشيد الاستهلاك وممارسة الحرية في إطار المحافظة على حقوق الغير.
وبعيداً عن هذه الدراسات يكفينا فتح صفحات حياة أمهاتنا لنقرأ العبر والعظات والتوجيهات المنزهة عن كل غاية ومقصد ..نساء نادرات عشن ظروف الحرب والجوع وغياب الزوج، أمهات ضربن أروع الأمثلة في التضحية والفداء والصبر والاحتساب عند البلاء.
يوماً بعد آخر تؤكد الأم السورية أنها الأقدر على تحمل المسؤولية في ظل ظروف معيشية ضاغطة، قدمت ولاتزال تقدم التضحيات الكبيرة بهدوء وقلب نابض ملؤه المحبة والإخلاص، وبشعور عالٍ من المسؤولية فهي ذروة للعطاء، ذلك الفن الذي يجب أن تتقنه الأجيال لبناء الوطن.
عين المجتمع- رويدة سليمان