الثورة – ترجمة غادة سلامة:
تقوم الولايات المتحدة بتسليح وتدريب المقاتلين اليمينيين المتطرفين الذين هم من نسل أيديولوجي لمجرمي الحرب النازيين الذين شاركوا بشكل مباشر في حروب الإبادة خلال الحرب العالمية الثانية. تعد قوات العاصفة الأوكرانية هذه من بين أكثر المقاتلين شراسة وتطرفاً والذين استخدمتهم واشنطن لتنفيذ أجندتها السياسية الخارجية.
وترى واشنطن بالفاشيين المتعصبين مجرد بيادق في حربها بالوكالة مع روسيا، ومع ذلك، فإن “تحالف المصلحة” لا يقلل من حقيقة أن العم سام يعيش الآن مع مقاتلين يمينيين كان زعيمهم الروحي، أدولف هتلر، مسؤولاً عن مقتل عشرات الملايين من الناس فضلاً عن تدمير أجزاء كبيرة من أوروبا وروسيا.
أوكرانيا لديها بالفعل مشكلة يمينية متطرفة، وهي ليست خيالًا، وقد أوضح الصحفي والخبير في أقصى اليمين الأوكراني، مايكل كولبورن، أن الوقت قد حان للتحدث عن ذلك.
إن المجموعة النازية الجديدة الأكثر شهرة في أقصى اليمين في أوكرانيا هي حركة آزوف نشأت الحركة من كتيبة آزوف (كتيبة في الأصل)، والتي تشكلت في أوائل عام 2014.
قال كولبورن، الذي كتب كتابًا عن الحركة: ” بأن أوكرانيا تعاني من مشكلة نازية، حيث يشغل الفاشيون الذين يعرّفون أنفسهم بأنفسهم وهم الآن يحتلون مناصب كبيرة في الجيش والحكومة الأوكرانية والأجهزة الأمنية.
كما أنهم كانوا القوة الدافعة وراء حصار دام 8 سنوات على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا والتي يسكنها بشكل أساسي سكان من أصل روسي، وتشير كراهية المسلحين الأوكرانيين للروس من خلال تطبيقهم نظريات هتلر العرقية بحق الروس بلا رحمة في القرن الحادي والعشرين في أوروبا، هذا مقتطف من مقال في مدونة الصقر: فمنذ الانقلاب المدعوم من الغرب في كييف في عام 2014 ، تسللت المنظمات السياسية المرتبطة بالنازيين الجدد إلى السياسة الأوكرانية السائدة حيث أرسلت الحكومة الأوكرانية قوات لمحاولة سحق انتفاضات دونباس بالقوة.
عندما شنت أوكرانيا حربًا ضد القوات المنشقة في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، اكتسبت مجموعات النازيين الجدد في أوكرانيا سمعة سيئة بسبب خطابها العدائي تجاه سكان شرق البلاد، فضلاً عن مشاركتها بحماس في الحرب الأهلية، وكان القائد الأول (لكتيبة آزوف) هو اليميني أندريه بيلتسكي الذي قاد المجموعة شبه العسكرية المسماة “باتريوت أوكرانيا” وكان مؤسس مجموعة النازيين الجدد.
في عام 2008 “شارك آزوف في الأعمال الإجرامية في دونباس وتم دمجه في الحرس الوطني لأوكرانيا في كانون أول 2014، على الرغم من استمرار أتباعه في ارتداء رموز وشعارات النازيين الجدد والتعبير علنًا عن وجهات نظر النازيين الجدد وترديدهم شعارات النازية . ومع ذلك زعم ممثلو كتيبة آزوف أن رمزهم هو اختصار لشعار “الفكرة الوطنية” باللغة الأوكرانية.
لم تكلف السلطات الأوكرانية عناء إخفاء حقيقة أنه في عام 2014 ، كان آزوف يضم متطوعين من ذوي الميول النازية الجديدة من دول مثل السويد وإيطاليا وفرنسا وكندا وسلوفينيا .على الرغم من اعتماد اتفاقيات مينسك لعام 2015 التي كانت تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية من خلال إعادة دمج دونباس في أوكرانيا مقابل الحكم الذاتي المضمون دستوريًا، رفضت كييف تنفيذ اتفاق سلام. وقام أعضاء آزوف بدور نشط في الأعمال العدائية في دونباس.
في عام 2016 ، اتهم مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان كتيبة آزوف، التي تم ترقيتها رسميًا إلى فوج في كانون ثاني 2015 ، بارتكاب جرائم حرب مثل النهب الجماعي والاحتجاز غير القانوني والتعذيب. وحاليًا، تشارك “مفرزة العمليات الخاصة” آزوف في عمليات الاستطلاع المضادة والأسلحة الخاصة للجيش الأوكراني.
وفتحت لجنة التحقيق الروسية قضية جنائية ضد عدد من مقاتلي وحدات آزوف بجرائم مثل الخطف والتعذيب واستخدام الوسائل المحظورة وأساليب الحرب المحرمة دولياً.
فهؤلاء ليسوا مقاتلين يمينيين فقط بل هم جنود نازيون متشددون ومتطرفون شاركوا في جميع أنواع الأنشطة غير القانونية والسادية بما في ذلك “القتل الجماعي للسجناء وإخفاء الجثث في مقابر جماعية والاستخدام المنهجي لتقنيات التعذيب الجسدي والنفسي” ورغم ذلك يتم دعمهم بسخاء من قبل الولايات المتحدة .
ربما تسأل لماذا تدعم الولايات المتحدة أتباع هذه العقيدة الشيطانية في أوكرانيا اليوم؟
بقلم : مايك ويتني
