مع قدوم شهر رمضان الكريم، افتتحت في العديد من المحافظات “مهرجانات الخير” في محاولة من منظميها لإيصال السلع الغذائية للمواطنين بأسعار منافسة عما تباع في الأسواق، لاسيما بعد موجة الارتفاع الأخيرة للأسعار في الأسواق والتي بلغت حدوداً جنونية لم يعد معها باستطاعة الغالبية العظمى من السوريين مجاراتها بأي شكل من الأشكال.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، هل حققت تلك الأسواق مبتغاها ؟، لجهة المنافسة في الأسعار ولجهة إقناع المواطنين وجذبهم لشراء ما تم عرضه في تلك الأسواق؟، الإجابة عن هذا السؤال تكون بزيارة بسيطة إلى أحد تلك المهرجانات – مهرجان الخير في مدينة المعارض القديمة -، حيث العدد القليل جدا من الزوار والأسعار التي توازي مثيلاتها في بقية الأسواق، كافية لتجيب على مثل تلك الأسئلة التي من شأنها أن تخلق أسئلة واستفهامات أخرى، عن غياب المتابعة والمراقبة الحقيقية لتحقيق الأهداف المرجوة من تلك المهرجانات، أم أن الأمر لا يتعدى كونه مجرد دعاية واستعراض، ومنافذ وفرص جديدة للربح.
الخير لا يحتاج إلى مهرجانات ولا إلى مبادرات، بل يحتاج إلى إرادة حقيقية ونفوس خيرة وضمائر حية، بعيداً عن الجشع والطمع والاحتكار الذي بات صفة ملازمة لمعظم تجارنا الذين أضحى همهم الأساسي الربح وتكديس الثروات والأموال على حساب معظم أبناء الشعب السوري الذي قاوم وكافح ولا يزال طيلة سنوات الحرب الماضية والذي قدم كل التضحيات الكبيرة ليبقى عزيزاً وحراً وشامخاً.
عين المجتمع- فردوس دياب