تقنيات التعليم..لتجديد النشاط وإشباع المعرفة

الثورة- حسين صقر:
يتسع مفهوم تقنيات التعليم ليشمل مفهوم وسائله ومستلزماته، و يمكن تعريفها على أنها تنظيم متكامل يشمل مجموعة من الأدوات والمواد والأجهزة والطرق التعليميّة التي يلجأ إليها المُعلم لتوضيح فكرة غامضة أو شرح موضوع، مايسهم في الوصول إلى حالة أفضل في عملية التعليم، كما أنها تهدف إلى رفع مستوى المناهج، وتحسين طرق التعليم، وأساليبه.
ولتوضيح فكرة تقنيات التعليم وأهميتها ومفهومها ودواعي استخدامها أكد الأستاذ عماد هزيم مدير التعليم في وزارة التربية أن لتقنيات التعليم أهمية كبيرة بالنسبة للمعلم والطالب، موضحاً أن من أهم أسباب استخدام تلك التقنيات
الانفجار المعرفي والذي يمكن أن ننظر له من عدة زوايا :كالنمو المتضاعف للمعرفة وزيادة حجم المعلومات واستحداث تصنيفات وتفريعات جديدة بالإضافة لظهور مجالات تقنية جديدة. تضاعف جهود البحث العلمي، وكذلك الانفجار السكاني الذي أوجب اللجوء إلى استخدام الوسائل التقنية المبرمجة للتعليم في تأمين فرص التعليم وإتاحته لأكبر عدد ممكن من السكان والتغلب على هذه المشكلة، والارتقاء بكفاءة المعلم لأنه الركيزة التربوية الأساسية في التعليم، الأمر الذي يمكنه من أداء مهمته التربوية بكفاءة.
وأشار إلى أهمية إثارة اهتمام الدارسين وتشويقهم من خلال استخدام الوسائل التقنية للتعليم في تحسين نوعية التعليم ورفع فاعليته وحل مشكلات ازدحام الفصول وقاعات المحاضرات.
بالإضافة لمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب و تدريب المعلمين في مجال إعداد الأهداف التعليمية وكيفية صياغتها وتعميم التعليم وإنتاج المواد التعليمية واختيار طرائق التدريس المناسبة.
* إثارة اهتمام الطلاب
وأوضح هزيم أن الوسائل التعليمية تعمل على إثارة اهتمامات الطلاب وهواياتهم وتجديد نشاطهم ومشاركتهم وإشباع حاجاتهم للعلم، ورفع إنتاجية المؤسسات التعليمية وتحسين مستوى الخريجين، وتساعد على رفع وتنمية قدرة المعلم على عرض وتقديم المادة العلمية ضمن جو نفسي وتربوي، وتقليل الزمن المستغرق في نقل المعلومات والمهارات والخبرات للطلاب، كما تتيح للمعلم أو المدرس التعرف على نتيجة عمله فوراً من خلال التغذية الراجعة بعيداً عن الطرق التقليدية القديمة التي تعتمد على الطباشير والسبورة.
وتوضيح فكرة أن الطلاب ليسوا متلقين للعلوم والمعرفة بل أشخاص فاعلون، وهو مايجعلهم أكثر اهتماماً والتصاقاً في المدرسة و يوفر على المعلم الجهد والوقت في تحقيق هدفه التعليمي ويعمق الفهم في الذاكرة طويلة المدى عند الطالب.
* تحظى باهتمام صانعي القرار
وحول المجالات التي فيها توظيف التقنيات المطلوبة في التعليم، قال هزيم: يمكن توظيف التقنيات الحديثة في التعليم العام كوسيلة أو أداة تعليمية لأنها تحظى باهتمام بالغ عند صانعي القرار في مجال التربية والتعليم، ويتحقق ذلك من خلال التعامل معها كوسيلة أو أداة تعليمية تساعد على التدريب والممارسة والمحاكاة، وأسلوب الحوار وبناء عليه يمكننا القول إن نظام التدريس والتعليم بصفة عامة يجب أن يصمم لإمداد كل متعلم بالتعليم الصادق والفعال من خلال تطبيق الأسس العلمية لتعليم وتعلم الإنسان.
و أضاف في البدء كان استخدام هذه الأجهزة محدوداً، واليوم أصبح وجودها في المدرسة ضرورة حتمية غير قابلة للنقاش.حيث تكون هذه الأجهزة بمعطياتها الفنية قادرة وفاعلة في عرض وتقديم المواد التعليمية في صيغة جديدة تعتمد على استخدام الصوت والمؤثرات الصوتية ما يثير انتباه المتعلم للدرس ويزيد من مشاركته في عملية التعلم والتعليم بجو مليء بالتشويق والحيوية، بعكس اعتماد استخدام الكلمة المنطوقة فقط.
و شرح أنه من أمثلة المجالات التي يمكن فيها توظيف التقنيات الحديثة مثل أجهزة عرض الأفلام التعليمية بأنواعها وأجهزة العرض فوق رأسي وأجهزة التلفزيون والتصوير والحاسب الآلي في التعليم بالمدارس وتوظيف التقنيات الحديثة في عملية الاتصال بين المعلم والمتعلم حيث يتم توظيف تقنيات التعليم في المواد الدرسية كافة والمواد الفنية والرياضية ومواد ذوي الإعاقات في جميع المراحل .
كم يتم توظيفها في الدورات التدريبية للمدرسين والمعلمين و الموجهين الاختصاصيين والتربويين وأمناء المخابر وأمناء المكتبات ومديري المدارس، كما يتم توظيفها في التعلم الذاتي والتعلم عن بعد عبر المنصات التربوية.
* تتطلب زيادة اعتمادات
وحول الإجراءات لكي يتناسب وجود تلك التقنيات في المدارس مع البنى التحتية والمادية والمعنوية، قال مدير التعليم:
تتطلب هذه العملية زيادة الاعتمادات المالية لتأمين تلك التقنيات وتأمين مستلزمات البنى التحتية والمادية للمدارس كتجهيز المخابر المدرسية والمكتبات بكل ما يلزمها من أثاث وتجهيزات يحتاجها استخدام تقنيات التعليم.

وكما تتطلب إقامة دورات تدريبية للتدريب على استخدامها وتوظيفها في العملية التدريسية حيث يشمل التدريب الجميع بدءاً من المشرف الاختصاصي والتربوي وانتهاء بأمين المخبر والمعلم، مشيراً بأن تلك الوسائل التعليمية والتقنيات الحديثة تتفاوت بين مراحل التعليم، إذ تتضمن حقائب تعليمية مخبرية ومجسمات ولوحات تعليمية وخرائط وأدوات موسيقية وآلات تسجيل للغة العربية وللغات الأجنبية والتربية الموسيقية وأجهزة سمعية بصرية.
* تتفاوت بين مراحل التعليم
وقال مدير التعليم: تتفاوت الوسائل التعليمية والتقنيات الحديثة بين مراحل التعليم : حسب عدد الطلاب وعدد المدارس في كل محافظة وحسب احتياجات المحافظات و مدى ملاءمتها ومطابقتها للمناهج الدراسية ولأي مرحلة تعليمية، وتساهم في تحسين مستوى الطلاب في بيئاتهم المختلفة، مقارنة بوسائل التعليم التقليدية لأن
استخدام التّكنولوجيا في التّعليم يجعل منه أكثر مُتعة بالنسبة للطُلاب، ما يزيد من دافعيتهم نحو التّعلُم.
و أضاف من هنا نقول كلما زادت الخبرات الملموسة كلما زادت معرفة وخبرة الطلاب ما يجعلهم مستعدين للتعلم والعكس صحيح .
* تعزيز الإدراك الحسي
كما تساعد هذه التقنيات على تنوع أساليب التعليم لمواجهة الفروق الفردية بين الطلاب داخل غرفة الصف، لأنها تساعد على تعزيز الإدراك الحسي، وتساعد على تقوية الفهم، و على التذكر والاستعادة، وتزيد من الطلاقة اللفظية وقوتها بالسماع المستمر إلى التسجيلات الصوتية والأفلام وما يستلزمه من قراءات إضافية.
وحول فيما إذا كانت التربية تستطيع تأمين تلك التقنيات لجميع المدارس وتأمين متطلباتها ولاسيما أننا نعاني من ظروف الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي.
قال هزيم: على الرغم من الحصار الاقتصادي المفروض على بلدنا والحرب الغاشمة التي نالت من العديد من المدارس بكافة تجهيزاتها حيث تضررت أكثر من /10 آلاف مدرسة عامة أي ما يشكل حوالي/42%/ من إجمالي عدد المدارس قبل الحرب ، حيث تمت إعادة تأهيل مدارس كثيرة وإصلاحها بعد استقرار الأوضاع الأمنية في المناطق.
قامت الوزارة بتأمين تقنيات التعليم خلال سنوات الحرب الإرهابية وبكميات كبيرة ووزعت على مدارسنا وهي قيد الاستثمار فيها ولكن تطوير المناهج فرض الحاجة لوسائل وتقنيات تعليم جديدة تعمل الوزارة على تأمينها ضمن خطة سنوية مدروسة.
حيث تقوم الوزارة بتأمين 10% كل سنة من تلك الوسائل للمدارس حسب الاعتمادات المعتمدة والمخصصة لهذا المشروع، منوهاً بأن التقنيات ومثالها
أجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية والهواتف وأجهزة العرض والنماذج تزيد التفاعلية وتحقق معدلات مشاركة الطلاب في الفصل الدراسي، حيث لم يعد دور المعلم قاصراً على التلقين والإلقاء بل أصبح للمعلم دور أكبر وأشمل في العملية التعليمية والتربوية فهو المصمم والمبرمج التربوي الذي يوظف جميع معطيات التقنية لخدمة الأغراض التعليمية.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق