الثورة- هراير جوانيان:
يكتمل اليوم الأربعاء عقد الدور نصف النهائي من النسخة الـ 67 من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم . فبعد أربعة أيام على تعادلهما في الدوري 2-2 وقبل 4 أيام من تجدد المنازلة بينهما في نصف نهائي الكأس المحلية، يدخل مانشستر سيتي وليفربول الإنكليزيان في (هدنة) قارية، حين يتواجه الأول مع مستضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني ويستضيف الثاني بنفيكا البرتغالي في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وما زال سيتي في صدارة ترتيب الدوري الممتاز بفارق نقطة عن ليفربول ، ما يعطي الأفضلية لفريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، لا سيما أن طريق سيتي في المراحل السبع المتبقية أسهل من الليفر الذي يواجه غريمه مانشستر يونايتد وجاره اللدود إفرتون والمتألق مؤخراً توتنهام من الآن وحتى نهاية الموسم.
وبانتظار أن يتجدد الموعد بينهما السبت على ملعب ويمبلي في نصف نهائي الكأس المحلية، سيكون تركيز سيتي وليفربول منصباً على حجز بطاقتيهما الى نصف نهائي دوري الأبطال حيث سيكون الحمر أمام مهمة أسهل بكثير من رجال غوارديولا بعد فوزهم ذهاباً خارج ملعبهم على بنفيكا 3-1، فيما اكتفى بطل الدوري الممتاز بفوز 1-0 على أتلتيكو في استاد الاتحاد.
وسيعود غوارديولا الى بلاده بحثاً عن بطاقة التأهل الى دور الأربعة للموسم الثاني توالياً، مع إدراكه بأن المهمة ستكون شاقة أمام كتيبة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني. وسيطر سيتي، الذي وصل الموسم الماضي الى النهائي لأول مرة في تاريخه بعد فوزه ذهاباً وإياباً في ثمن النهائي على منشنغلادباخ الألماني وربع النهائي على مواطن الأخير بروسيا دورتموند ونصف النهائي على باريس سان جيرمان الفرنسي قبل أن يخسر في مباراة اللقب أمام مواطنه تشيلسي، تماماً على لقاء الذهاب لكنه عجز عن فك الشيفرة الدفاعية لأتلتيكو واكتفى بهدف سجله البلجيكي كيفن دي بروين قبل 20 دقيقة على النهاية.
وفي لقاء اليوم على ملعب واندا متروبوليتانو، لن يكون الدفاع كافياً لأتلتيكو بل هو بحاجة الى التسجيل لتعويض خسارة الذهاب، ما سيمنح سيتي فرصة استغلال المساحات وسيحرر ماكينته الهجومية شرط ألا يسمح لمضيفه بتسجيل هدف التقدم لأن ذلك سيعقد المهمة ويدفع رجال سيميوني الى اقفال المنافذ كالعادة، وبالتالي سيكون من الصعب على سيتي الوصول الى شباك الحارس السلوفيني يان أوبلاك.لكن سجل أتلتيكو مؤخراً على أرضه في المسابقة القارية ليس مشجعاً على الإطلاق، إذ لم يذق طعم الفوز في مبارياته الست الأخيرة (4 تعادلات وهزيمتان)، وسيتي ليس ذاهباً الى مدريد للدفاع بل لتسجيل الأهداف ومحاولة الفوز مجدداً بحسب ما أفاد غوارديولا الحالم بقيادة فريقه الى الثلاثية التي تصطدم بطموح ليفربول بإحراز رباعية تاريخية، علماً أن طريق الفريقين في دوري الأبطال لن يتقاطع قبل النهائي الذي يحتضنه ملعب استاد دو فرانس في ضواحي باريس في 28 أيار.وخلافاً لسيتي الذي قدم مباراة رائعة ضد ليفربول وتقدم على الأخير في مناسبتين، يدخل أتلتيكو لقاء اليوم بمعنويات مهزوزة بعد خسارته السبت في الدوري أمام ريال مايوركا 0-1، ما جعل فريق سيميوني الذي يحتل المركز الرابع الأخير المؤهل لدوري الأبطال الموسم المقبل، تحت تهديد ريال بيتيس الذي بات على بعد نقطة فقط منه.
وعلى ملعب أنفيلد، سيكون ليفربول أمام مهمة أسهل بالتأكيد من سيتي بعد النتيجة الرائعة التي حققها ذهاباً في ملعب بنفيكا بفضل أهداف الفرنسي إبراهيما كوناتيه والسنغالي ساديو مانيه والكولومبي لويس دياز.وسيكون على بنفيكا الفوز بفارق ثلاثة أهداف لكي يواصل مغامرته في المسابقة القارية، ما يجعل المهمة صعبة جداً لفريق المدرب نيسلون فيريسيمو رغم أنه بلغ ربع النهائي بعد فوزه على أياكس أمستردام الهولندي 1-0 إياباً في ملعب الأخير عقب التعادل ذهاباً 2-2.ومن المستبعد جداً أن ينجح بنفيكا، الحالم باستعادة أمجاد الستينات حين توج باللقب مرتين توالياً عامي 1961 و1962، أن يكرر سيناريو زيارته الأخيرة الى أنفيلد في دوري الأبطال حين فاز 2-0 في إياب ثمن نهائي موسم 2005-2006 بعد فوزه ذهاباً أيضاً 1-0، وذلك لأن ليفربول الحالي مختلف تماماً بوجود المدرب الألماني المتميز يورغن كلوب ولاعبين مثل المصري محمد صلاح، مانيه، البرتغالي ديوغو غوتا والمدافع الهولندي فيرجيل فان دايك.وما يجعل مهمة بنفيكا صعبة جداً أمام ليفربول، المتوج بالمسابقة الأوروبية الأم 6 مرات، آخرها عام 2019، يمر بفترة رائعة بعدما عوض تخلفه في كانون الثاني بفارق 14 نقطة عن سيتي وصولاً الى نقطة فقط بعد سلسلة من 10 انتصارات متتالية انتهت السبت بالتعادل في استاد الاتحاد.كما أن فريق كلوب فاز في المباريات السبع الاولى في دوري الأبطال هذا الموسم قبل ان يخسر مرة واحدة على أرضه أمام إنتر الايطالي 0-1، لكن ذلك لم يمنعه من التأهل الى ربع النهائي لفوزه ذهاباً خارج ملعبه بهدفين نظيفين.