لعلّ أهم وأكبر تسلية في الحياة تكمن بالعمل وجوهره، فيه تتبدد عوامل اليأس والإحباط، وبه تسمو النفس ويرتاح الجسد بغض النظر عن مخاطر بعض الأعمال .
فقد بات الروتين وضيق الحال ونقص المحروقات وارتفاع أسعار وسائط التنقل جميعها عوامل ضاغطة على التفكير ، ومرهقة للبدن، ومنفرة حتى المواظبة على أقدس المهام من ناحية العطاء والإنتاج .
فأصبح المرء يتسابق مع الزمن ويتحايل على الظروف، ويقنع ذاته بأن الغد أفضل، هي معادلة الوقت والشغف بآن معاً ،فمن اعتاد على النظام والانضباط والالتزام بما يجب فعّله يحاول قدر الإمكان ترميم هذا الوجع الطارىء على حياة السوريين ،غير آبه بالمعوقات، لكنّها لاتستمر مع تقدّم الزمن ،لابدّ أن يتسلل بعض النفور وربما اللامبالاة إلى مساحة الداخل مكمن الإرادة والعزيمة والاضطراب .
إن تأمين حركة النقل الجماعي للموظفين والعاملين في الدولة وحركة النقل العامة وزيادة عددها على محاور المدن والمناطق من شأنها أن تخفف الضغط على جيوب المواطنين ،وتفسح لهم مرونة الحركة في الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم وأعمالهم الخاصة والعامة ، وقضاء حاجياتهم وتسوقهم بين الحين والآخر .
إن قيمة العمل بما يحمله من متعة نفسية وقيمة اجتماعية ومعرفية وحاجة اقتصادية متعددة الوجوه والأشكال لايمكن الاستغناء عن مزاولته مهما تعقدت الأمور،وصعبت المسافات ولو تطلب الأمر زحفاً على الأقدام، وهذه حقيقة وليست مبالغة في الوصف، لكن يبقى للجهات المعنية دورها وواجبها في تأمين أهم وسائل ومقومات دعم بيئة العمل وهي توفير وسائط النقل بأشكالها المعتادة لتبقى مسيرة الحياة متفاعلة تعكس زخم الناس ونبضهم، مايجدد الشعور بالأمل والسعادة وتحقيق الطموح.
عين المجتمع- غصون سليمان