إن كان بعضهم دفعته الحاجة لذلك، فإن الكثير منهم يتخذ التسول مهنة لكسب المال، إنه يعكس صورة غير حضارية في المجتمع، فضلاً عن المخاطر الاجتماعية والحياتية لهذه الفئة التي تتخذه مهنة تدر عليها دخلاً كبيراً، فالبعض يراه ابتزازاً يرتدي عباءة الاسترحام خاصة في هذه الأيام الفضيلة، إذ تكثر هذه الظاهرة وتتفاقم في المناسبات الدينية التي يجدها المتسولون فرصة كبيرة لاستجداء العطف بحجة تعاظم الأجر والحسنات.
تتخذ ظاهر التسول أشكالاً عدة مبتكرة لاستعطاف الأفراد، أبرزها استغلال الأطفال حيث يمكنهم جذب عاطفة الآخرين بسهولة، أوعرض تقرير طبي، ربما يكون مفبركاً أو صادراً عن جهة صحية خاصة، أو حتى ربما كان بخط اليد، بهدف الوصول إلى ضالتهم المنشودة في جمع أكبر قدر ممكن من المال.
مشهد مؤلم يعكس مدى خطورة تسول الأطفال ومدى تراخي أسرهم وإجبارهم على ذلك مقابل المال الذي سيكون يوماً ما سبباً في ضياع أطفالهم، من خلال تعلم سلوكيات لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع أعمارهم وطفولتهمم بزجهم بهذا العالم المخيف، وقد يستغل بعض الأشخاص الأطفال للتسول وقد يدفعون لهم الأجر على ذلك أو لا يدفعون.
باتت هذه الظاهرة سبباً من أسباب التخلف والجريمة في المجتمع، وطريقاً للانحراف، تتنافى مع السلوك الحضاري، فضلاً عن أن القانون جرمها، ووضع عدة مواد لمعاقبة المخالفين، ولاسيما الذين يستخدمون الأطفال في ممارسة تلك الظاهرة، حيث توجد علاقة وثيقة بين التسول والتشرد، فهم أكثر عرضةً للمخاطر، كما يعانون نقصاً حاداً في تقدير الذات.
تتسلل ظاهرة التسول إلى المجتمع بصور وأشكال مختلفة، الأمر الذي يدعو الجميع للتصدي لها، ما يلزم الجهات المعنية العمل على قدم وساق من دون توقف لمعالجتها، ولاسيما أنها أصبحت نمط حياة، ومهنة رزق للبعض، ومصدراً لثراء البعض الآخر، وبات الأمر لافتاً للقاصي والداني.. ولا بد من تضافر جهود المجتمع من أفراد ومؤسسات، للحد من انتشار هذه الظاهرة التي تمثل مشكلة خطرة في المستقبل بحق هذا النشء الذين يتم استخدامهم في ممارسة التسول، ويجب على الأسر أن تزرع في أبنائها حب العمل والكسب الشريف واحترام الذات.
أروقة محلية- عادل عبد الله