منارة “الحقوق” المزيّفة

افتتاحية الثورة- بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة:

ليس فقط بالطائرات والصواريخ تقصف أميركا الدول والشعوب التي لا تتماشى مع سياساتها، ولا تخضع لأوامرها، فالأجيال الجديدة من حروبها توسعت كثيراً، وبدأ القصف بأنواع أخرى من الأسلحة، ففي الواجهة الآن حرب المال والاقتصاد والطاقة، وحرب الإعلام، وحرب الوكلاء، وأخيراً استثمار قضية “حقوق الإنسان” ضد كل من لا يعجبها، وتشويه سمعته، والتدخل في شؤونه، رغم أنها الدولة رقم واحد في العالم، ومعها كيانها الإسرائيلي، اللذان يدوسان على الإنسان وينتهكان حقوقه.
مناسبة هذا الكلام توجه أميركا إلى استثمار هذا الموضوع في الحرب الأوكرانية إلى أقصى درجة، ومحاولة تشويه سمعة روسيا في العالم وجعلها في الحضيض، ومناسبته أيضاً ما نشرته الخارجية الأميركية مؤخراً حول وضع حقوق الإنسان في العالم للعام 2021، والذي روجت فيه اتهامات لخصومها بارتكاب الانتهاكات الفظيعة، وبالمقابل هي الحامية والمدافعة عن الإنسان وحقوقه في داخلها وعلى امتداد القارات.
لكن دعونا ندقق بالحقائق والوثائق، لنجد أنَّ من يسمع كلام أميركا يعجبه، والذي يرى أفعالها الإرهابية يتعجب، فهي تزعم أن القتل في أوكرانيا والصين وربما بلاد الواق الواق يتم خارج نطاق القضاء، ولا ندري إن كان قتلها للسوريين في أرياف الجزيرة يومياً هو ضمن نطاق القضاء، ولا ندري إن كانت تقتل المدنيين في الرقة والحسكة ودير الزور بذريعة مطاردة “داعشها” هو تحت البند القانوني إياه، أو إن كان حصارها للشعب السوري وحرمانه من الطاقة والدواء والغذاء يقع تحت هذه المزاعم أيضاً.
ولا ندري إن كان دعمها للإرهاب الإسرائيلي في الأقصى، وفي كل فلسطين والمنطقة، يندرج تحت البند ذاته، أو إن كان هذا الإجرام الصهيوني بحق المنطقة يتم تحت القانون الذي تتحدث عنه، أو إن كان رفضها قرار الأمم المتحدة “عدم تمجيد النازية” يتناسب مع احترام حقوق الإنسان، أو إن كان ازدراؤها بالمهاجرين هو قمة التعامل مع إنسانية البشر، أو أنَّ تعذيبها للمعتقلين في سجن “غوانتانامو” هو رحمة بهم، أو إن كانت انتهاكاتها للسود من مواطنيها، وقتلها القرويين الأفغان البسطاء باسم مطاردة القاعدة، هو في إطار احترامها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان!.
إنها مفارقات أميركا العجيبة، فحين يتعلق الأمر بغزوها الشعوب، وبسياسة الاحتلال والحصار والاستيطان الإسرائيلية، فإنها لا تعترف بالقانون الدولي، وحين يتعلق الأمر بقتل مئات الألوف من العراقيين، أو حصارهم قبل ذلك وقتل أكثر من مليون طفل من أطفالهم، فهي لا تتحدث عن حقوق الإنسان، وأما حين تنتهك هي قوانين العالم، وتقلب حياة الشعوب والدول والحكومات رأساً على عقب، وتضرب الاقتصاد العالمي بالصميم، وتنشر الأوبئة، وتستثمر بها وبلقاحاتها، وتحاصر سورية وكوريا وكوبا وفنزويلا وإيران وروسيا، فإن الأمر يتعلق بسياساتها “المتحضّرة” وفخرها المزيّف بأنها “منارة حقوق الإنسان”.
هكذا تزيّن واشنطن إرهابها بمساحيق التجميل وطلاء التضليل، فتبدو صورتها واحة للحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ويبدو حلفاؤها وكأنهم “ملائكة” وخصومها هم الشياطين المارقة.

 

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق