الثورة – تحقيق – سهيلة اسماعيل:
استبشر سكان قرية “الجابرية” “20 كم شرق مدينة حمص” وقرية “بادو” و”مزرعة الحمودية” خيراً حين تم إحداث وحدة لتصنيع الأجبان والألبان بالتعاون بين وزارة الزراعة – مشروع تطوير الثروة الحيوانية – ومنظمة الأغذية العالمية الفاو في العام 2014، لكن فرحتهم لم تتم فالمشروع توقف بعد فترة قصيرة أي حتى قبل أن يولد ولادة حقيقية، وبالطبع وجد الأهالي الأمر عادياً فهم محرومون من العديد من الخدمات الضرورية وليس أقلها وسائل نقل مع المدينة وشبكة صرف صحي و.. وغيرها من مقومات الحياة اللائقة لقرية ترفد سوق حمص بالعنب والزيتون والكثير من الخضراوات الأخرى.
* ثلاثة سرافيس فقط…!!
أكد عدد من المواطنين في قرية “الجابرية” أنهم يعانون جداً عند الذهاب لقضاء حاجاتهم في مدينة حمص بسبب عدم وجود وسائل نقل كافية، وتزداد المعاناة بالنسبة للطلاب والموظفين، وقد عرفنا من رئيس بلدية القرية “مجد العباس” أنه يوجد ثلاثة سرافيس فقط، وهي لا تلبي حاجة القرية والقرى التابعة لها ” سبعة آلاف نسمة”.
ويحدث ضغط كبير خلال العام الدراسي لأن المعلمات من خارج القرية يتعاقدن مع سرفيس.
وأضاف بأن البلدية أرسلت عدة كتب إلى المحافظة ولجنة نقل الركاب لتخصيص القرية بباص نقل داخلي، لكنَّ الشروط الموضوعة من قبل شركة النقل الداخلي الخاصة لا تتناسب مع القرية وتكلفها فوق طاقتها من الناحية المادية.
* لا تلبي الحاجة..!!
تم مؤخراً تنفيذ مشروع صرف صحي في قرية “بادو” أما بالنسبة لقرية “الجابرية” فالمواطنون القاطنون في التوسعين الغربي والشرقي، وهما نشأا خلال فترة الحرب أي منذ العام 2014 – يشتكون عدم تنفيذ شبكة صرف صحي ليستفيدوا منها.
وطيلة فترة الحرب لم يُنفذ أي مشروع للصرف الصحي في القرية كما عرفنا من رئيس البلدية، مع أن كلفة المشروع المطلوب في مجال الصرف الصحي لا تتعدى الـ600 مليون ليرة سورية، ونوه “عباس” إلى أن تنفيذ مشاريع الصرف الصحي أصبح مسؤولية المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي ما سبب إرباكا للوحدات الإدارية، لأن كل وحدة إدارية تعرف أكثر من غيرها الوضع التنظيمي في قطاع عملها، وتملك مسحاً طبوغرافياً للمنطقة.
كما أن التوسعين المذكورين بحاجة لشبكة مياه للشرب، وعن موضوع إيصال شبكة مياه حلوة لكافة السكان قال “عباس” : طالبنا كثيراً لكن صدور القرار المتضمن أن تتقاضى مؤسسة المياه 60% من كلفة أي مشروع في مجال عملها من المستفيدين منه كان عائقاً وهو ما أخر إيصال الشبكة لأن الوضع المادي للسكان لا يسمح بدفع التكاليف الباهظة وخاصة في ظل الظروف الحالية الصعبة.
* الشوارع سيئة جداً..
من يمشي في شوارع القرية يعلم مدى الإهمال الخدمي الموجود في القرية، فهناك نسبة 50% من الشوارع معبدة والنصف الباقي بحاجة ضرورية لإعادة تأهيل ومد قمصان زفتية. ويظهر الوضع السيء للشوارع في فصل الشتاء حيث تصبح تنقل تلاميذ المدارس والمواطنين صعبة نتيجة الوضع المزري للشوارع.
* والكهرباء ليست أفضل..
ووضع التيار الكهربائي في القرية ليس بحالة جيدة، لأن فترة التقنين طويلة جداً وحتى خلال الوصل ينقطع التيار الكهربائي ما يسبب إزعاجاً للسكان لا سيما خلال فترة الصيف.
وقد عزا “رئيس البلدية” السبب إلى أن القرية تتغذى كهربائياً من خط يغذي عدة قرى في آن واحد وهي: زيدل – بادو – المشرفة – عين الدنانير – عين حسين الجنوبي فتصبح الحمولة ضعيفة نتيجة الضغظ الكبير على الخط. ويبدو أن الحل بتحويل خط المشرفة إلى خط دير بعلبة وفعلاً تم البدء بمشروع التحويل منذ سنة ونصف بعد التواصل مع الوزارة لكن حتى الآن لم ينتهِ التنفيذ ..!!
* مركز صحي من دون أطباء..
يوجد في القرية مركز صحي لكن وجوده مثل عدمه كما يقول السكان فهو بحاجة لطبيب أطفال وطبيب عام، ويفتقر المركز للأدوية الضرورية اللازمة، فهو يخلو من أبسط الأدوية ” ظرف سيتامول “.
كما أن العيادة السنية الموجودة في المركز ومنذ سنوات تفتقر لمستلزمات العمل الخاصة بالأسنان كمواد التخدير وغيرها من المواد الأخرى، مع أن طبيب الأسنان موجود في المركز…!!
* وحدة تصنيع الألبان والأجبان..
يتندر أهالي الجابرية عند الحديث عن مشروع وحدة تصنيع الألبان والأجبان لأنهم رأوا “ذات مرة” أن القائمين على الوحدة يسخنون الحليب على الحطب لعدم توفر الغاز.
وقد خيب المشروع أملهم بعد أن كانوا يتوقعون أن الوحدة ستكون بادرة خير في القرية وستعم الفائدة عند إقلاعها على قريتهم والقرى المجاورة، لكن حالهم يقول: ” يا فرحة ما تمت “.
* نقص في التجهيزات.. وعند تواصلنا مع مدير مشروع تطوير الثروة الحيوانية في حمص الدكتور “إيميل سلوم” سألناه عن سبب توقف الوحدة فقال: عملت الوحدة قرابة العام وبعد ذلك اكتشفت منظمة الغذاء العالمية ” الفاو” وهي الممولة للمشروع وجود نقص في بعض الآلات والتجهيزات الخاصة بالعمل.
فهناك أدوات آلية وأدوات نصف آلية وهي لا تناسب العمل وستجري عليها بعض التعديلات ليقلع المشروع من جديد.