الثــورة:
نحن نتخذ قرارات بشأن ما نأكله كل يوم، لكن هذه الخيارات قد لا تكون اختياراتنا بالكامل.
حيث أظهرت دراسة جديدة أجرتها على الفئران لأول مرة أن الميكروبات في أحشاء الحيوانات تؤثر على ما يختارون تناوله، حيث تحفز الرغبة الشديدة في تناول أنواع معينة من الأطعمة.
ويقول كيفين كول، الأستاذ المساعد في قسم علم الأحياء : “يُظهر عملنا أن الفئران ذات التركيبات المختلفة لميكروبات الأمعاء تختار أنواعاً مختلفة من الأنظمة الغذائية”.
وعلى الرغم من عقود من التكهنات من قبل العلماء حول ما إذا كانت الميكروبات يمكن أن تؤثر على نظامنا الغذائي المفضل، لم يتم اختبار الفكرة بشكل مباشر على حيوانات أكبر من ذبابة الفاكهة.
ولاستكشاف السؤال، درس كول وباحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه، بريان تريفلين، بجامعة كورنيل، ميكروبات الأمعاء في 30 فأراً، وتم تقسيمها لثلاث مجموعات استنادا على نوع الميكروبات التي تعيش في الأمعاء، فوجد الثنائي أن الفئران في كل مجموعة اختارت طعاماً غنياً بالعناصر الغذائية المختلفة، مما يدل على أن الميكروبيوم لديها غيّر نظامها الغذائي المفضل،
ويعزي الباحثون هذا التأثير إلى أن الميكروبات في القناة الهضمية يمكن أن تنتج بعضاً من الجزيئات التي تتحكم في ذلك، وفي مقدمتها التربتوفان.
والتربتوفان هو حمض أميني أساسي شائع في الديك الرومي ولكنه ينتج أيضاً عن طريق ميكروبات الأمعاء، وعندما يشق طريقه إلى الدماغ، يتحول إلى السيروتونين، وهي إشارة مهمة للشعور بالشبع بعد الوجبة، في النهاية يتحول ذلك إلى ميلاتونين، الذي يسبب الشعور بالنعاس.
وفي الدراسة أظهر الباحثون أن الفئران التي تحتوي على ميكروبيومات مختلفة لديها مستويات مختلفة من التربتوفان في دمائها، حتى قبل أن يتم منحها خيار اختيار أنظمة غذائية مختلفة، وتلك التي لديها المزيد من الجزيء في دمائها لديها أيضاً المزيد من البكتيريا التي يمكن أن تنتجها في أمعائها.
ويقول تريفلين: “التربتوفان هو مجرد خيط واحد من شبكة معقدة من الاتصالات الكيميائية، ومن المحتمل أن هناك عشرات الإشارات التي تؤثر على سلوك التغذية على أساس يومي، ويمكن أن يكون التربتوفان الذي تنتجه الميكروبات مجرد جانب واحد من ذلك”.