الثورة – فردوس دياب:
في اليوم العالمي للكتاب .. تعترض طريقنا الموعرة والمظلمة الكثير من الأسئلة الموجعة التي تتقاطع جميعها عند السؤال الأهم، هل فعلاً نحن أصحاب الأبجدية الأولى والحرف الأول؟ وفيما تبدو الإجابات شاحبة وبائسة بقدر شحوبنا وبؤسنا، تبدو الحقيقة ساطعة وناصعة جدا ولا تحتاج إلى مواربة ومداهنة.
ورغم الحضور الكبير للكتاب، إلا أنه يبدو الغائب الأبرز في حياتنا، وهذا بطبيعة الحال يعزى إلى العديد من الأسباب المتشابكة والكثيرة، لكن السبب الرئيس خلال السنوات القليلة الماضية يعود إلى الغزو الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت من العالم قرية صغيرة وأزالت كل الحدود وفتحت النوافذ على كل الثقافات والحضارات.
أكثر من عشر سنوات من الموت والوجع بسبب الإرهاب الذي فتح له البعض بجهله الأبواب على مصراعيها ليدخل إلينا ويقتلنا ويدمر الكثير مما هو جميل فينا، هل تكون هذه العشرية السوداء كافية لنعود ادراجنا نحو عوالم الكتاب والقراءة والحياة التي تعيد توجيهنا نحو العدو الحقيقي والأهداف السامية التي نطمح إلى تحقيقها، خصوصا في ظل الاستهداف والاستشراس والتكالب المتواصل لأعدائنا لنهشنا ونسف هويتنا وحضارتنا ومستقبل أبنائنا.
يكفينا السير مغمضين خلف دول الغرب الاستعمارية التي تغرقنا بنفايات حضارتها، حتى لا نتحول إلى أداة رخيصة لقتلنا من الداخل وضرب كل ما هو نبيل في داخلنا ، ولعل الحرب التي استهدفتنا كسوريين منذ أكثر من عقد من الزمن توضح وتعكس الحال الرثة والصعبة التي وصلت إليها الكثير من شعوب المنطقة نتيجة إهمالها للكتاب والقراءة.
يذكر أن اليوم العالمي للكتاب يصادف في الثالث والعشرين من شهر نيسان من كل عام وقد أقرته منظمة اليونيسكو العالمية انطلاقا من أهمية الكتاب كوسيلة لنقل العلوم والمعارف وبغية تعزيز دور وأهمية القراءة والتشجيع عليها.
كشعب عظيم أهدى للعالم الأبجدية الأولى لابد أن نسمو بأهمية القراءة والكتاب والعودة المظفرة لتهيئة كل الظروف التي تعيد بناءنا من جديد.