الثورة – فاتن أحمد دعبول:
لا يختلف اثنان بأن الكتاب هو وعاء ثقافي، وإنتاج فكري وأفضل ثروة، وكما قال روزفلت” الكتاب هو النور الذي يرشد إلى الحضارة”، بهذه الكلمات قدم إياد مرشد مدير مكتبة الأسد الوطنية للندوة التي أقيمت في مكتبة الأسد” القاعة الثانية” تحت عنوان” واقع الكتاب
السوري، والترقيم الدولي المعياري للكتاب”. وأضاف:
إن الندوة تقام بالتعاون مع اتحاد الناشرين السوريين بعد أن أصبحت العلاقة تشاركية، ونحن شركاء حقيقيون للنهوض بالكتاب السوري، وتسليط الضوء على واقع الكتاب بمعاناته وإشراقاته، لتلافي المنغصات من أجل صناعة كتاب سوري متقدم ومتطور.
* إياد مرشد: حافظة للتراث والثقافة..
وبيَّن مدير مكتبة الأسد الوطنية إياد مرشد أهمية الكتاب في كونه من أهم المؤشرات التي تبين مدى ثقافة الأمة، وتمد الإنسان بالتجارب والمعلومات التي تفيده في الحاضر والمستقبل، كما أنها سجل للتاريخ قديماً وحديثاً، ونحن نتعرف إلى تاريخ وحضارات الشعوب من خلال الكتب التي سطرها المؤرخون، ويوثق للحياة الفكرية والأدبية وللشخصيات التي ساهمت في نشر الحضارة الإنسانية.
والكتاب وسيلة سياحية تمكِّن القارىء من التعرف إلى كثير من البلدان والأقاليم، كما أن للكتب أهمية اقتصادية تساعد في النهوض بالأحوال الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، كما أنه يفجر ينابيع الحكمة فينا، ويدفعنا للكتابة والعمل الإبداعي ويصقل موهبتنا.
ويقيم الإنسان بما يقرأ، فصناعة المعرفة تعني بناء الإنسان وصناعته، وعليه لابد من إعلاء شأن الكتاب والاهتمام باقتنائها، فحضارات الأمة تقاس بكثرة ما تطبعه من كتب مفيدة.
* هيثم الحافظ: صناعة استراتيجية..
واستعرض هيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين واقع الكتاب السوري والصعوبات التي تعترض صناعته، وأهم هذه الصعوبات أزمة كورونا
التي انعكست سلباً على صناعة النشر من جراء الحظر الذي أدى إلى إغلاق عدد كبير من دور النشر والمكتبات، وإلغاء معارض الكتاب الدولية، وتوقف الفعاليات الكبرى المتعلقة بالنشر.
ولأن الضرورة تحفز على الإبداع والابتكار، كان لابد من فتح منافذ جديدة، فكانت الشراكات مع وزارة التربية للتشجيع على القراءة، وتقديم بعض البرامج التلفزيونية، والسعي للدعم الحكومي للكتاب السوري، من خلال التأسيس لصناعة كاتب سوري مهم، متخصص في أحد فروع المعرفة.
وأشار بدوره إلى بعض الأنشطة التي أقيمت من أجل دعم الكتاب، وأهمها، تنظيم معارض الكتاب الافتراضي عبر الإنترنت، وإطلاق أسواق الكتاب الكترونياً، بالإضافة إلى التواصل مع اتحادات النشر مع الجهات الحكومية والعاملين في مجال النشر، والعمل على تصنيف صناعة النشر من الصناعات الاستراتيجية الأساسية.
ويؤكد الحافظ أن الناشر حامل رسالة سامية، ولكنه تاجر وهذا لا يعيبه، ولكن يرفع من سوية عمل النشر لأنه عقدة الوصل بين عناصر النشر جميعهم، ونحن تجمعنا الإنسانية تحت مظلة الكتاب.
* قاسم تراس: صون حقوق الملكية الفكرية..
وتحدث مدير دار الرواد للطباعة والنشر قاسم تراس عن أهمية الرقم المعياري الذي يجب أن يكون على الكتاب، لأنه يحافظ على التصنيف الدقيق للكتاب، ويساهم في صون حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين، بعد أن استعرض لمحة تاريخية عن الترقيم المعياري الدولي للكتاب والذي انطلق من بريطانيا في العام 1967، وتطور فيما بعد ليصبح رقماُ دولياً، ويستخدمه اليوم أكثر من 175 دولة كرقم تعريفي معياري دولي للكتاب.
وأضاف: حصلت سورية على الوكالة الدولية للترقيم في عام 2008، لأهميته في عمليات الأرشفة والمحاسبة، كما يسهل الترقيم المعياري عملية البحث عن كتاب وخاصة على الإنترنت حيث توجد ملايين الكتب.
ويعمل نظام الترقيم المعياري للكتاب بتعيين الوكالة الدولية رقم التعريف الخاص بالدولة للوكالة المحلية التي تمثل الدولة، ومن ثم تعين الوكالة المحلية رقم التسجيل الخاص بالناشر بالاعتماد على حجم إنتاجه، وبعد ذلك يستخدم الناشر أرقام الإصدارات الخاصة به.
وقد حصل اتحاد الناشرين السوريين على وكالة الترقيم الدولي للكتاب في العام 2008، وهي اليوم تغطي جميع الناشرين السوريين والمؤلفين الأفراد بالترقيم الدولي، وأكثر من 70% من المطبوعات السورية.
ويمنح الناشرون والمؤلفون الترقيم المعياري الدولي مقابل رسوم رمزية لتغطية بعض النفقات.