الثورة – هراير جوانيان:
توج باريس سان جيرمان، بطلاً للدوري الفرنسي، للمرة العاشرة في تاريخه رغم تعادله مع ضيفه لنس بنتيجة 1ـ1، ضمن منافسات المرحلة 34 على ملعب بارك دي برانس. وحصد الباريسي، اللقب الثامن في رصيده منذ موسم 2012ـ2013، ليتجاوز غريمه التاريخي أولمبيك مرسيليا في عدد التتويجات بالدوري، ويُعادل رقم سانت إتيان الذي فاز بدوره بالدوري في 10 مناسبات سابقة، ويؤكد سان جيرمان سيطرته على كرة القدم الفرنسية.
وسيطر باريس سان جيرمان على الموسم منذ بدايته، في سعيه لتعويض فشله في الموسم الماضي، عندما فوّت فرصة الحصول على اللقب في آخر الجولات، وسمح لفريق ليل بصنع الحدث والتتويج باللقب الذي لم يكن متوقعاً.
وبعد ضمان إحراز اللقب العاشر في تاريخه في الدوري الفرنسي، تستعد الإدارة القطرية لنادي باريس سان جيرمان لصيف ملتهب، مع سعيها لتمديد عقد الهداف الشاب كيليان مبابي والبت في مصير المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.
المستقبل مع مبابي؟
أفضل هداف في الدوري (22) وأفضل ممرر (14)، قدّم مبابي موسماً رائعاً جعل منه مرشحاً قوياً للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. لكن بطل العالم قد لا يكون لاعباً مع سان جرمان في موعد منح الجائزة الخريف المقبل حيث لم تصل مفاوضات تمديد عقده التي بدأت قبل سنة إلى خواتيمها السعيدة مع إدارة نادي العاصمة.
وفي حال فَشِلَ الطرفان في التوصل إلى اتفاق، قد يرحل كيكي حرّاً من دون مقابل، على الأرجح إلى ريال مدريد الإسباني، لذا يأمل سان جيرمان تفادي هذا الكابوس المالي والرياضي.
وتشير الصحف الفرنسية إلى عروض خيالية لاقناع اللاعب البالغ 23 عاماً بالبقاء، خصوصاً بعد تصريحاته الغامضة في الأسابيع الأخيرة. أقرّ مطلع نيسان: أفكر لأن هناك عناصر جديدة، أمور كثيرة، عوامل كثيرة، لا أريد أن أخطئ .
ومباشرة بعد حسم اللقب، أكد المدير الرياضي البرازيلي ليوناردو في حديث لقناة (كنال +) ما تم الحديث عنه في الساعات القليلة الماضية عن حصول اجتماعات بين عائلة مبابي وإدارة سان جيرمان في العاصمة القطرية الدوحة. وقال ليوناردو: نعم، هناك مناقشات في الدوحة، نحن نلتقي، مضيفاً: أعتقد أن المناقشات مع كيليان موجودة دائماً. كيليان يتحدث معنا أيضاً. هناك تواصل مستمر ولا يزال في حالة تفكير. إنه ينظر في كل شيء.
ميسي ونيمار بحاجة لدعم
عاش البرازيلي نيمار، القادم إلى سان جيرمان من برشلونة الإسباني بأغلى صفقة في التاريخ (222 مليون يورو)، والأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي القادم أيضاً من برشلونة، موسماً عادياً، مقارنة بإنجازات مبابي الفردية. سجّل اللاعبان الأميركيان الجنوبيان 15 هدفاً (11 لنيمار و4 لميسي)، ما يعني أن هكذا أرقام ستكون مخيبة الموسم المقبل بحال رحيل القوّة الضاربة مبابي. وإلى الأخير، يتجه الجناح الأرجنتيني المخضرم أنخل دي ماريا الذي لم يجد مكاناً أساسياً بين الثلاثي للرحيل بعد انتهاء عقده في حزيران.
واحدة من الأفكار التي قد تساعد المهاجمين الثلاثينيين، إحاطتهما بلاعبين (متفجرين) كالجناح عثمان ديمبيلي ولاعب الوسط أوريليان تشواميني.
بوكيتينو وليوناردو على مقعد حارق
قبل التفكير بأسلحته الضاربة في أرض الملعب، يتعيّن على سان جيرمان التطرق إلى عقوله الإدارية. قد يلجأ المالك القطري إلى تقييم صوابية مشروع المدرب الأرجنتيني بوكيتينو ومديره الرياضي ليوناردو.
أصبح الرجلان مثار جدل في النادي، وقد طالب المشجعون المتعصبون (ألتراس) برحيلهما بعد خيبة الخروج أمام ريال مدريد الإسباني في دوري أبطال أوروبا، برغم فوز سان جيرمان ذهاباً 1-0 وتقدمه إياباً 1-0 بهدفين لمبابي.
يؤكد بوكيتينو المرتبط بعقد حتى 2023 امتلاكه (القدرة على الاستمرار. مع الجهاز الفني، نحن أكثر قوة مقارنة مع الفترة التي شهدت قدومنا).
وبنى مدرب توتنهام الإنكليزي السابق علاقات جيدة مع نجوم فريقه، لكن سجله البالغ ثلاثة ألقاب من أصل ثمانية ممكنة لا تصب في مصلحته.
المدرب الذي يحلم به الباريسيون أحرز تقريباً كل شيء: يتردّد اسم المدرب الحرّ زين الدين زيدان بعد رحيله عن ريال مدريد الصيف الماضي.
ساعة قلب التشكيلة
كشف الخروج من دوري الأبطال العيوب في التشكيلة، برغم إنفاق القطريين مئات الملايين لجلب أبرز نجوم اللعبة. إلى دي ماريا، يتوقع رحيل الحارس الأساسي السابق والاحتياطي راهناً الكوستاريكي كيلور نافاس، وذلك بعد أن أصبح بديلاً للإيطالي الشاب جانلويجي دوناروما.
كما أن بقاء قلب الدفاع الإسباني المخضرم سيرجيو راموس (36 عاماً) ليس مؤكداً لموسم ثانٍ، بعد عام أرهقته فيه الإصابات وشارك في مباريات معدودة.
ويبحث النادي عن حلول للاعبين متقلبي المستوى، مثل المهاجم الأرجنتيني ماورو إيكاردي، المدافع الألماني تيلو كيهرر ومواطنه لاعب الوسط يوليان دراكسلر، أو الذين لا يخوضون المباريات مثل كولين داغبا ولايفين كورزاوا. وبحسب المتغيرات على التشكيلة، سيتحدد مصير اليافعين الهولندي تشافي سيمونز وإدوار ميشو.
ويفكّر المدافعان البرازيلي ماركينيوس وبريسنيل كيمبيمبي ولاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي الذين تنتهي عقودهم في 2024، بمستقبلهم أيضاً. أبلغهم النادي بأنه يعوّل عليهم لفترة طويلة، بحسب عدة تقارير صحفية.
ويبدو خط الوسط الأكثر حاجة للتحسين، خصوصاً بعد إخفاق الهولندي جورجينيو فينالدوم القادم الصيف الماضي في صنع الفارق. وإلى جانب تشواميني، يتردد اسم بول بوغبا القريب من نهاية مشواره مع مانشستر يونايتد الإنكليزي. لكن تبقى المعضلة الأساسية في كيفية تأقلم الكمّ الكبير من النجوم لصناعة تشكيلة ناجعة تحقق الحلم الأوروبي للمرة الأولى في تاريخ النادي الباريسي.