الثورة – فردوس دياب:
يستذكرنا الشهيد بعطاءاته وتضحياته التي لا تغيب عن الوجدان والذاكرة، فهو الحاضر الذي لم يغب يوماً عن نبض الوطن ولا عن شرايين الروح.
في حضرة الشهيد، نكون نحن في عيد، فالشهيد هو العيد بكل معانيه ومضامينه وأشكاله، حيث تتجسد كل معاني البطولة والعطاء والفداء التي خطها شهداؤنا الأبرار بدمائهم الزكية التي ارتوى منها تراب الوطن حتى أزهر بطولات وتضحيات تعانق الشمس وتنسج خيوط المستحيل لتصنع معجزات وانتصارات من فرح وأمل.
لم يعد أيار الشهر الوحيد الذي نستذكر فيه تضحيات شهدائنا وانتصاراتهم، فقد أضحت جميع شهورنا أعياداً مجيدة ومحطات وضاءة لاستحضار و استذكار من ضحوا بأرواحهم ليعيش ويبقى الوطن حراً وشامخاً وعزيزاً.
في عيد الشهداء، يؤكد شعبنا العظيم مجدداً أن فجر الشهيد لم يغب يوماً عن قلب الوطن وقبلته، فهو الحاضر الذي لن يغيب مهما اختلفت الأزمنة وتبدلت المعادلات واجتاحتنا الخطوب والمتغيرات والثقافات المسمومة من كل حدب وصوب، ذلك أن بوصلة الشهيد ثابتة باقية لا تخطئ وجهتها ولا تحيد عن مقصدها.
في أيار الشهادة تلتقي التضحيات وتجتمع دماء شهداء الأمس مع دماء شهداء اليوم على مائدة عز الوطن وشموخه لتعكس حال السوريين وأحوالهم، ولترسم معها يقين الانتصار الذي سيعيد للسوريين كل أحلامهم وطموحاتهم الضائعة والمهاجرة التي ستحكي حكاية شعب عظيم يدافع عن أرضه بدماء أبنائه وأرواحهم التي ستعزف بدورها معزوفة الوطن الشامخ الذي لم ينحن أو يركع إلا لله وحده مهما اشتدت المحن والخطوب ومهما تكالب عليها الوحوش والقتلة.
ونحن نحتفل بأكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، نؤكد للعالم أجمع أننا أصحاب هذه الأرض المتجذرون فيها على امتداد الوجود الإنساني، وأننا لن ننسى تضحيات شهدائنا مهما تعاظم الوجع والألم ومهما طال النزف الذي يرسم كل لحظة حكايات التضحية والفداء والعطاء الحقيقي الذي تنحني له الهامات وتذوب في وصفه كل الحروف والكلمات.
السابق