الثورة – رويدة سليمان:
زفته شهيداً قبل خمس سنوات، يوم جمعة، في تاريخ لن تنساه الذاكرة، بكته بوجع الفقد ومرارة الغياب وعتاب أنثوي لرحيل مبكر دون وداع، رغم أنها كانت تتوقعه كل صباح تستيقظ فيه لأن الشهادة أمنيته والوطن أغلى من وحيده، ضمت صغيرها ابن السنتين إلى صدرها وهرولت كما أهالي القرية والقرى المجاورةالذين احتشدوا عند مدخل القرية لاستقبال الشهيد، يتهادى على أكف رفاق السلاح وسط تعالي الهتافات الوطنية بحياة الوطن وقائد الوطن وعلت الزغاريد ورشت النسوة حبات الأرز والورود على جثمان الشهيد الطاهر الملفوف بعلم الوطن، وقد أصبح أمانة بيد زوجته التي قبلته باحترام وخشوع وضمته إلى صدرها مع صغيرها لتعلن خريطة تربية لابنها كما بقية ذوي الشهداء، على قيم الشهادة، هذا الإرث البطولي والأخلاقي والوطني التي تميزت به سورية عبر التاريخ.
كل يوم من أيام الحرب الظالمة على بلدنا بل كل ساعة توثق ذكرى استشهاد ابن وأخ وأب وزوج.. قصة عشق أبدي للوطن كتبها شهداء بدمائهم الطاهرة.. شهداء من كل مدن الوطن وأحيائه وقراه.. شهيد تلو الشهيد جمعهم العلم السوري.
اليوم السادس من أيار.. عيد الشهداء، تحية لكل أسرة سورية زارها هذا العيد وصار يعنيها، والرحمة لأرواح شهداء الوطن عناوين النصر والمجد والفخار.
التالي