صلاح الدين محمد في ذكراه.. مقاربة النقد بالهندسة..

الثورة – أديب مخزوم:
مرت في 4 أيار 2022 الذكرى السنوية السادسة لرحيل الناقد التشكيلي والباحث والإعلامي الكبير صلاح الدين محمد، الذي تميز في كتاباته النقدية التشكيلية بإيجاد طريقة جديدة وخاصة قائمة على المقاربة بين الفن التشكيلي والهندسة المستوية في الرسم والفراغية في النحت.
هكذا شكل اختصاصه الجامعي، المدخل والمنطلق لقراءاته النقدية التشكيلية، فهو مهندس معماري وجد نفسه في النقد والبحث والمتابعة والتقصي، وشكلت مؤلفاته وبحوثه علامة فارقة في النقد التشكيلي المحلي والعربي.
فقد فتحت له دراسته الجامعية، وتخصصه في الهندسة المعمارية، المجالات الشاسعة لدخول عالم النقد الفني، على اعتبار أن الفن التشكيلي هو جزء من العمارة، وشكلت لوحاته، التي كان يرسمها ويعرضها في السبعينات والثمانينات، والتي يمكن إدراجها في إطار الواقعية القصوى، المدخل لدخول عالم الكتابة النقدية في الفن التشكيلي.
وفي عودة إلى النص النقدي، الذي كتبه عن الفنان الراحل لؤي كيالي، في الكتاب الذي صدر عام 1999 ، نجده وظف خبرته في التحليل الهندسي المقارن، وهذا ما ذهب إليه أيضا في كتابه عن حياة وفن عز الدين شموط.
ولقد أنجز أكثر من أربعين فيلماً سينمائياً، وهذه الأفلام تكتسب أهميتها بعد صدور سلسلة من الكتب التزويرية والمكتنزة بالأخطاء والمغالطات.
والمعروف عنه عشقه المزمن لمعطيات الحضارات الإنسانية المتعاقبة، منذ العصور الحجرية الغابرة في فجر التاريخ، حتى فنون مابعد الحداثة، وثقافته الواسعة والمتشعبة والمتنوعة المصادر تركت أثرها الواضح على بحوثه وكتاباته وبرامجه، ولقد برز هذا بوضوح في برنامجه (آفاق حضارية) الذي قدم فيه المزيد من الوثائق التاريخية النادرة، التي هي خلاصة وثمرة عمر من البحث والمتابعة والتقصي، والتي تقدم أجوبة نهائية لتساؤلات إشكالية، رافقت سطوع حضارات وأفول أخرى، مركِّزاً على إبراز الأثر الذي تركته الحضارات السورية المتعاقبة على معطيات الحضارات الغربية، على صعيد العمارة والفن.. كل ذلك بلغة النقد التطبيقي وبالصورة المقارنة، وعلى سبيل المثال قدم الدليل القاطع أن بعض المعالم المعمارية الحضارية في دمشق، شكلت مصدر إلهام لدى معماريين أجانب قاموا بتشييد معالم معمارية شهيرة على غرارها.
ولقد برزت اهتمامات صلاح الدين محمد بالموسيقا، وركَّز لإظهار كيف استقى الغرب معظم آلاته الموسيقية من الشرق، ولقد دعم ذلك بوثائق من أرشيفه النادر، وفي هذا الإطار له دوره الحيوي في إدارة مهرجان الأغنية السورية ( 1993- 1995- 1996 ) بصفته مسؤولاً عن لجانه الثقافية.
فعمق الفن التجريدي الحديث، يكمن في الاستفادة من الإمكانات اللامحدودة لموسيقا الألوان والخطوط العفوية، وهو الأكثر قدرة على إطلاق الإيقاعات اللونية الغنائية التي توحي بالموسيقا البصرية في المدى التشكيلي.
كما انفتحت كتاباته النقدية التشكيلية على مختلف الفنون (موسيقا، شعر، مسرح..) وهذا عمل على توطيد وتعزيز وتطوير تعبيرية النص التشكيلي.
وهو من مواليد 1949، واختير عضواً في هيئة تحرير مجلة الفن العربي الصادرة عن الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب 1981 والهيئة الاستشارية لمجلة فن الصادرة في لندن 198، وكان من النقاد السوريين القلائل، الذين يكتبون بلغة نقدية تشكيلية بالعربية والانكليزية، والمعروف عنه دوره الريادي في إعداد الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية المتخصصة في الفن التشكيلي، ومن المساهمين البارزين في رسم الصورة الثقافية للحركة التشكيلية على مدى أكثر من نصف قرن، ولقد قام بتأليف كتاب تحت عنوان: الشام الجديدة، صادر عن التجمع التعاوني السكني للنقابات المهنية في دمشق 1996، ويضاف إلى سلسلة بحوثه وكتبه ودراساته.
ولقد شارك في أكثر من مئة ندوة محلية وعربية ودولية، وأهمها الندوات الدولية الموازية لبينالات وترينالات القاهرة والكويت 1994 – 1993 – 1996 – وقام بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية الكبرى، مثل مهرجان المحبة والسلام باللاذقية ( 1992 ).
ومنح ميدالية ذهبية وشهادة تقدير عن مشاركته في الندوة الدولية عن فن الغرافيك في القاهرة 1993، وميدالية ذهبية وشهادة تقدير عن مشاركته في الندوة الدولية عن فن مابعد الحداثة في القاهرة 1994، وميدالية ذهبية عن عضويته في لجنة التحكيم الدولية في بينالي القاهرة، والدرع الذهبي عن مشاركته في الندوة العالمية عن الحضارة العربية في الكويت 1996، والجائزة الفضية للبرامج الثقافية في مهرجان الإذاعة والتلفزيون وغيرها.

آخر الأخبار
انتخابات مجلس الشعب القادم.. بين واجبات الدولة والمواطنين تفعيل خدمة منح السجل العدلي في درعا إدلب تطلق حملة "الوفاء لإدلب" لتأمين احتياجات إنسانية وخدمية افتتاح مدارس جديدة في سراقب ومعرة النعمان "وادي العرايس".. تسع سنوات بلا كهرباء ولا تغيير في الواقع حتى الآن! "التوليد الجامعي" في حلب.. من ركام الحرب إلى أمل الإنجاب "غذاء وأمل".. تستهدف العائلات الأكثر حاجة في دمشق خطر "السعرين" يهدد المنافسة.. إصلاحات جمركية تحد 80 بالمئة من الفساد الدوام المسائي في المدارس الخاصة.. خطوة بين الحاجة والجدل لقاء موسع في دمشق لبحث الحلول لمشكلات المياه والكهرباء حمص تعاني شحّاً في المياه.. وإجراءات لتعويض النقص ريادة الأعمال.. بين التمكين النفسي وإعادة تشكيل المجتمع تزويد مستشفى طفس الوطني بأجهزة غسيل كلى دعماً للنشاطات الشبابية.. ماراثون شبايي في حماة ومصياف دور وسائل الإعلام في تنمية الوعي الصحي "الدعم الحكومي".. بوابة للفساد أم أداة للتنمية؟ أرقام صادمة عن حجم السرقات من رقاب الناس مادة قانونية في "الجريمة الإلكترونية".. غيبت الكثير من السوريين قسراً حملة رقابية في حلب تكشف عن معلبات حُمُّص منتهية الصلاحية "تقصي الحقائق" بأحداث السويداء تلتقي المهجّرين في مراكز الإيواء في إزرع علاقات اقتصادية مع روسيا في إطار تبادل المصالح واحترام السيادة الوطنية