الثورة– نيفين عيسى:
عطر سيرتهم يتضوّع كرامة وحباً للوطن، ينشرون العزّة والكبرياء في النفوس على مدار الأيام والسنوات، وبهم تشمخ الجباه التي لاتعرف حدوداً للعطاء، فهم شهداء وطنٍ خطّ لنفسه من خلالهم مكانة تليق بشعب يعرف قيمة الأرض ومعنى استقلالها.
قصص البطولة والفداء في سورية لاتشبه غيرها، حيث تروي الأمهات محطات مشرقة تعكس تضحيات أبنائهن وكيف نالوا شرف الشهادة دفاعاً عن وطنهم.
سعده عبد الجليل أم لشهيدين قالت إنّ ابنها أحمد لحق بشقيقه جواد شهيداً بعد أقل من ستة أشهر، و شعرت بالحزن لفراقهما لكن حالة من الاعتزاز والفخر طغت على الحزن، لأن ولديها الشهيدين ارتقيا وهما يحاربان الإرهاب لحماية سورية وضمان مستقبل أبنائها.
خالد رجب يتحدث بمحبة عن ابنه الشهيد ياسر، ويستذكر مراحل طفولته وشبابه، وكيف عُرف ابنه بأخلاقه العالية وتعلّقه بأصدقائه، وذكر والد الشهيد أن ابنه ارتقى خلال معركة تحرير حلب خلال محاولته إسعاف زميل له أصيب في المعركة، مضيفاً أن زملاء ياسر يشيدون بشجاعته واندفاعه لانقاذ زملائه الجرحى.
رحاب السيد ابنة شهيد شارك في معارك داريا، وتشير إلى أن والدها بقي بعيداً عن أسرته أكثر من أربعة أشهر وهو يحارب الإرهابيين في الخطوط الأمامية، وقُبيل تحرير داريا أُصيب والدها بشظية واستشهد في ساحة المعركة وهو يوصي زملاءه بمواصلة القتال حتى تحقيق النصر.
كثيرةٌ هي الصور البطولية لشهداء سورية عبر التاريخ، وهي أكثر من أن تعدّ أو تحصى، إلا أن كل قصة منها تُجسّد سنبلة إلى جانب أخريات يعانقن الضياء، في لوحة عزٍ وشرف ترسم ملامح المستقبل.
التالي