سؤال بسيط ومُلّح يتبادر إلى ذهن المتابع لمؤتمرات النقابات العمالية السنوية: ما حصادها؟
والسؤال – بالتأكيد- سيبقى دون إجابة واضحة ودقيقة، ولا سيما أنّ ما يُطرح من قِبل العمال أو ممثليهم يُعاد طرحه مع وجود بعض الفوارق البسيطة.
ورغم أن جميع القضايا المُثارة تنطوي على أهمية كبيرة وتنبع من معاناة مستمرة تراكمت عبر عشرات السنين؛ كالضمان الصحي وتحسين مستوى العمال المعيشي برفع رواتبهم، ورفع سقف المكافآت والحوافز التشجيعية والتعويضات، وقيمة الوجبة الغذائية في المعامل والشركات المنتجة وهموم النقل والطبابة واللباس، ومصير العمال بعد نهاية الخدمة، فإن صداها يرتطم بوعود خُلبية وتسويفات ضبابية. ما يجعل العمال يشعرون أن حثّهم على حضور المؤتمرات يصب في خانة الدعاية وربما رفع العتب، لأنها ما زالت تراوح في مكانها وكأن الزمن توقف هنا في قاعة انعقادها.
فما المانع أن يحمل كل مؤتمر سنوي بشرى سارة للعمال بتحقيق مطلب من مطالبهم المحقة ..؟ وهنا سترى الجهات المعنية المنعكسات الإيجابية لأي بادرة خير هدفها مصلحتهم بالدرجة الأولى، كي لا يفكروا بالبحث عن فرصة عمل في القطاع الخاص بعد أن يكونوا قد اكتسبوا خبرة تؤهلهم لتطوير العمل وزيادة الإنتاجية.
ألم يخطر في بال المعنيين أن معظم مشاكل القطاع العام بشركاته ومعامله ومؤسساته وما آلت إليه سببها الرئيسي عدم الاهتمام بمطالب العمال وركنها جانباً؟
أسئلة كثيرة حول جدوى المؤتمرات وأصابع اتهام أكثر تُوجه لكافة الجهات المعنية إذا لم تبادر إلى رمي حجر ولو كانت صغيرة في بركة المؤتمرات الراكدة علَّها تحركها كي تدبَّ الحياة فيها من جديد..!! فهل تفعل..؟