الثورة – وكالات:
توعدت روسيا اليوم الخميس فنلندا بـ”إجراءات رد تقنية عسكرية وأخرى”، في حال انضمامها إلى حلف الناتو.
ووفق ما ذكرته “روسيا اليوم” شددت الخارجية الروسية في بيان لها على أن إعلان رئيس فنلندا ساولي نينيستو ورئيسة حكومتها سانا مارين صباح اليوم عن تأييدهما لفكرة انضمام البلاد إلى الناتو يمثل “تغييراً جذرياً لنهج هذه الدولة السياسي الخارجي”.
ولفتت الوزارة إلى سياسة عدم الانحياز عسكرياً التي انتهجتها فنلندا على مدى عقود كانت ركيزة للاستقرار في شمال أوروبا وضمنت أمن الدولة الفنلندية بشكل واثق وشكلت أساساً متيناً لتطوير التعاون وعلاقات الشراكة متبادلة المنفعة بين هلسنكي وموسكو والتي “تم فيها خفض دور العامل العسكري إلى نقطة الصفر”.
وأشارت الوزارة إلى أن روسيا كانت قد طمأنت فنلندا بشأن غياب أي نوايا سيئة لديها إزاء هذه الدولة، وحملت دول الناتو المسؤولية عن الضغط على هلسنكي لإقناعها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
ورجح البيان أن هدف الناتو يكمن في “مواصلة التمدد صوب حدود روسيا وإنشاء جناح آخر لتهديد بلدنا عسكريا”، مضيفا أن “التاريخ سيحكم” على الأسباب التي تبرر بها فنلندا “تحويل أراضيها إلى جبهة للمواجهة العسكرية مع روسيا مع فقدان استقلاليتها في صنع القرارات”.
وذكرت الوزارة أن روسيا كانت قد أكدت مراراً وتكراراً أن الحق في اختيار سبل ضمان أمن فنلندا القومي يعود إلى سلطات وشعب هذه الدولة، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة أن “تفهم هلسنكي مسؤوليتها وعواقب هذه الخطوة”.
وحذرت الخارجية من أن انضمام هلسنكي إلى الناتو “سيلحق أضراراً شديدة بالعلاقات الثنائية بين روسيا وأوكرانيا والجهود الرامية إلى دعم الاستقرار والأمن في شمال أوروبا”.
وتابعت: “ستضطر روسيا إلى اتخاذ خطوات رد تقنية عسكرية وأخرى بهدف التصدي للمخاطر الناجمة عن ذلك على أمنها القومي”.
بدوره أعرب الكرملين عن قناعته بأن انضمام فنلندا المتوقع إلى حلف الناتو سيشكل خطراً على أمن روسيا وسيؤثر سلباً على الأوضاع في يوراسيا عموماً.
ونقلت وكالة تاس عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قوله للصحفيين اليوم الخميس، رداً على سؤال عما إذا كان منح فنلندا العضوية في حلف شمال الأطلسي سيشكل تهديداً لروسيا: “بدون أدنى شك”.
وتابع: “لن تسهم موجة جديدة من توسع الناتو في تعزيز الأمن والاستقرار في قارتنا”.
ويأتي هذا على خلفية إعلان رئيس فنلندا ساولي نينيستو ورئيسة حكومتها سانا مارين في بيان مشترك عن تأييدهما لفكرة انضمام البلاد إلى الناتو، على خلفية العملية العسكرية الروسية المتواصلة في أوكرانيا.
حيث جاء في بيان مشترك لـ نينيستو ومارين وزعته صحيفة هيلسينجين سانومات الفنلندية اليوم الخميس: “يجب على فنلندا التقدم بطلب للحصول على عضوية الناتو على وجه السرعة”.
وتابع البيان: “عضوية الناتو ستعزز أمن فنلندا. وبانضمامها إلى الناتو، ستزيد فنلندا من قوة التحالف الدفاعي برمته. على فنلندا التقدم بطلب للانضمام إلى الناتو من دون تأخير”، مضيفين أن بياناً رسمياً في هذا الصدد سيصدر الأحد.
إلى ذلك أيدت لجنة الدفاع في البرلمان الفنلندي مساعي الحكومة لعضوية البلاد في الناتو، ورأت في ذلك حلاً أفضل لضمان أمن فنلندا. وفق ما ذكرته وكالة نوفوستي.