الثورة -همسة زغيب:
أقامت المحطة الثقافية في مدينة جرمانا بمشاركة الطبيب النفسي الدكتور راغد هارون والدكتورة علا المغوش الأخصائية والاستشارية النفسية ندوة بعنوان ” مخاطر إدمان المخدرات مابين الآثار الجسدية والنفسية” تناولت الحديث عن المخدرات والإدمان ومخاطره.
إن المخدرات هي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي وتعد من أخطر المواد التي يتعرض الإنسان لها في حياته والتي تؤدي إلى الإدمان وهلاك أعصاب المتعاطي وجسده وعدم القدرة على التوازن أو حتى أداء المهام اليومية بنجاح، وللمخدرات أنواع مختلفة حيث تختلف التأثيرات الجانبية ما بين نوع وآخر فهي تختلف ما بين قوي وخفيف ولكن تبقى المخدرات مادة سامة تداهم الأعصاب وتحاول أن تقضي عليها، وبذلك لا تقف أضرار المخدرات على الجانب الجسدي والصحي فقط، بل تتعداها إلى أن المدمن يهلك ماله ونفسه ووقته وروحه.
فقد تحدثت الدكتورة علا المغوش عن المنشأ الحقيقي لأي مشكلة يبدأ من المنزل والأسرة والتربية حيث تختلف طبيعة وحجم تأثير المشكلات الأسرية من مجتمع لآخر باختلاف ثقافة المجتمع والعادات الاجتماعية وتتعدد المشكلات الأسرية والمعاملة الأسرية للأبناء مما يجعل بعضهم يتجه لرفاق السوء فيصبح عرضة للانحراف والوقوع في فخ إدمان المخدرات ومنهم من باب التقليد بالتالي يؤدي ذلك إلى سلوك منحرف.
وركزت على أهمية المؤسسات والمنظمات التربوية وعلى رأسها المدارس من خلال المرشدين التي يجب أن تؤدي دوراً مهماً في التوعية بمخاطر المخدرات،
وأكدت أيضاً على أهمية تعاون الأسرة مع المدرسة، وضرورة أخذ استشارات الأخصائيين التربويين من أجل مساعدة ومعالجة أبنائنا.
وأكد الدكتور راغد هارون قائلا: إن عشر مواد يجب الامتناع عن تناولها في كل أنحاء العالم لأنها تسبب خللا في كيمياء الدماغ منها: (الأفيون، الكوكائين، الكحول النيكوتين، الكافيين ، المستنشقات ) لأنهم يعززون الدوبامين الذي يعزز الشعور بالسعادة، والضحية من المؤسف تبدأ بعمر الشباب واليافعين الذين يبحثون عن كل جديد محاولين تجربته، وحب المغامرة والتقليد وحب المعرفة، وأما العلاجات فهي الفطم والقطع الكامل والمتابعة وقبول دخول المصح للعلاج حسب شدة الاعتماد.
فالثقافة والتوعية لها دور اساسي في مواجهة آفة المخدرات “تجارة الموت” فالمخدرات هي الآفة التي غزت العالم بمختلف طبقاته، وهي تعد من السلوكيات الاجتماعية السلبية والآفات الخطرة على المجتمع.
وأضاف الدكتور هارون قد تصل الحالات إلى الانتحار داعياً إلى نشر الثقافة النفسية عبر المنابر الإعلامية والتربوية وتوعية الأهل بسبل التعامل مع أبنائهم عندما يواجهون المشكلات.
أما رمزة خيو رئيسة المحطة الثقافية تحدثت عن أهمية دور المؤسسات الثقافية في حملات التوعية وضرورة أن تشمل برامجها الدورية ندوات وجلسات حوارية بين الأهل والأبناء وطرح الهموم للوصول إلى حلول مناسبة.