موسم القمح في حمص .. البعل غير قابل للحصاد …!!

 

 

الثورة- تحقيق-سهيلة اسماعيل:

لا يخفى على أحد أنَّ زراعة القمح في محافظة حمص تأثرت بعدة عوامل ما انعكس سلبا على الكميات المُنتجة. وفي مقدمتها الحرب العدوانية على سورية والأحداث الأليمة في المحافظة. ما أدى إلى خروج مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية من الخارطة الزراعية بسبب هجرة السكان لمنازلهم وأراضيهم. وكذلك سوء الأوضاع الاقتصادية من غلاء للمحروقات وعدم توفرها وارتفاع أجور حراثة الأراضي الزراعية والأيدي العاملة. إضافة إلى ارتفاع أسعار الأسمدة , ولا ننسى الظروف الطبيعية كقلة الأمطار ما فاقم المشكلة ولا سيما بالنسبة للأراضي البعل.
وهنا نسأل : ماذا فعلت الجهات المعنية في الوزارة و المحافظة لدعم مالكي الحيازات المزروعة بالقمح؟ وهل وفرت السماد أو المحروقات أو المياه اللازمة للري؟ أو هل رفعت سعر كيلو القمح المسوّق ليتناسب مع ارتفاع أسعار المواد والحاجيات الأخرى؟
بالطبع, هناك جهود وخطوات مبذولة في إطار إنقاذ موسم القمح. لكنها كانت غير كافية ولم تساهم في تحقيق ما يصبو إليه الجميع للحصول على محصول جيد ومصنف كمحصول استراتيجي , ويتربع على قمة هرم تأمين احتياجات الأمن الغذائي ؛ وكأنها وضعت يدها على الجرح لكنها لم تنجح في معالجته.

*المزارعون : لم نحصل على الأسمدة في موعدها ..

خلال حديث (الثورة) مع عدة مزارعين في ريف حمص الغربي وسؤالهم عن موسم القمح هذا العام أفادوا أن الموسم ليس على ما يرام بسبب تأخر سقوط المطر من ناحية وتأخر استلام الأسمدة لرشها في موعدها من ناحية أخرى , وقد تخوف أحد المزارعين من أن يحصل معه ما حصل العام الماضي حيث اضطر لشراء القمح ليؤمن مونته من البرغل. بينما تحدث آخر عن غلاء الأسمدة وعدم قدرة أغلب المزارعين على شرائها بالإضافة لغلاء أجور حراثة الأرض وأجور اليد العاملة وفي المقابل بقاء سعر كيلو القمح أدنى من غيره ولا يتناسب مع الارتفاع العام للأسعار .

*المروي بخير أما البعل فلا…
وفي اتصال هاتفي مع رئيس الرابطة الفلاحية في المركز الشرقي “إياد خلف” تحدث عن وضع موسم القمح للعام الحالي قائلا : المساحات المروية المزروعة بالقمح وضعها جيد أما المساحات البعل فالقمح الموجود فيها غير قابل للحصاد , أما عن سعر كيلو القمح المحدد من قبل الحكومة – وهو 1500 ليرة سورية مع مكافأة 300 ليرة لكل مزارع يسلم محصوله للمؤسسة السورية للحبوب في المناطق الآمنة و400 ل.س في المناطق غير الآمنة – فاعتبره خلف أنه قليل جدا ويكلف الكيلو الواحد من القمح أكثر من ذلك بكثير .

*اتحاد الفلاحين : نعمل على تذليل الصعوبات..

أما رئيس اتحاد الفلاحين “سليمان عز الدين” فتطرق خلال حديثه إلى أن الاتحاد يعمل على تذليل كافة الصعوبات المتعلقة بالنقل ومنح شهادات المنشأ بالتنسيق مع مديرية الزراعة , وأضاف أن كل مراكز التسويق في المحافظة أصبحت جاهزة لاستلام كميات القمح من المزارعين , ما عدا صومعة القصير فما زالت بحاجة لصيانة . وتُقدر المساحات المزروعة بالقمح سواء المروية أو البعل بـ 24462,4 هكتارات , والكميات المتوقع إنتاجها هذا العام فتُقدر بـ 40 ألف طن قمح ؛ أي بمعدل 250 كغ إنتاج الدونم الواحد , وعن حالة المحصول قال “عز الدين” : القمح المروي بحالة جيدة أما البعل فسيئ وذلك بسبب انحباس المطر وموجة الصقيع التي حصلت في الربيع . كما نفى رئيس اتحاد الفلاحين تأخر توزيع الأسمدة على المزارعين مبينا وجود 647 جمعية فلاحية وتم توزيع الأسمدة على دفعتين, لكن كان هناك نقص في الكميات المطلوبة.

 

*السورية للحبوب ملتزمة بشراء
القمح ..

وفي فرع المؤسسة العامة للحبوب ذكر مدير المؤسسة المهندس “سمير سلامة” أن المؤسسة تلتزم بشراء كميات الأقماح المعروضة عليها ضمن المقاييس الرسمية , حيث بلغت مشترياتها العام الماضي 30 ألف طن وأنهت العام الحالي كافة الإجراءات المطلوبة للبدء باستلام القمح , حيث تم افتتاح أربعة مراكز شراء هي : صومعة حمص الواقعة على طريق حمص- حماة , وصومعة شنشار الواقعة على طريق حمص- دمشق , وصومعة تلكلخ الواقعة على طريق حمص- طرطوس , وصومعة المشرفة الواقعة على طريق حمص- المشرفة , وجميع المراكز مخصصة لشراء القمح الدوكمة والمُشوّل . ويقوم فرع المؤسسة بتخزين القمح في مراكز تخزين نظامية عددها ستة مراكز منها أربعة مراكز لأقماح الدوكمة حيث تبلغ طاقتها التخزينية 253 ألف طن , أما بالنسبة للأقماح المشَّلة فيتم تخزين 98 ألف طن في مركز حمص الدائم وفي المشرفة وفي العسكرية , وهكذا يصبح مجموع الطاقة التخزينية للفرع 351 ألف طن .

ويتم شحن الأقماح المسوقة إلى مطاحن المحافظة العامة والخاصة المتعاقد معها من قبل الفرع وهي : مطحنة الهلال العامة وطاقتها الطحنية 125 ألف طن يومياً, والمطحنة الحديثة الخاصة وطاقتها الطحنية 125 ألف طن يوميا, ومطحنة الرياض الخاصة وطاقتها الطحنية اليومية 300 طن, ومطحنة الهدبة الخاصة وطاقتها الطحنية 200 طن يوميا , وتقوم المطاحن المذكورة بتوزيع الدقيق على أفران المحافظة وفق الخطة الموضوعة من قبل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك حيث تحتاج المحافظة لـ 520 طن دقيق يومياً.

*أخيراً..

يتبين من كل ما سبق أن موسم القمح في حمص بحاجة إلى مزيد من الاهتمام ومن قبل جميع الجهات المعنية وإلا سيعمد المزارعون إلى هجرة أراضيهم وعدم زراعتها أو التهرب من البيع لفرع المؤسسة العامة للحبوب لأن السعر المحدد قليل جدا مقارنة بكلفة الإنتاج ومقارنة بأسعار الخضار والفواكه أو المواسم الأخرى . فلنبادر كي ينطبق حساب الحقل على حساب البيدر.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق