الامتحانات ..بين قلق الأهل وعزيمة الطلاب

الثورة – أيمن الحرفي:
يقف الأهل هذه الأيام في حالة من القلق والترقب والتوجس و الحيرة خلال فترة الامتحانات ، فيما غالبية الأبناء يدرسون و يسهرون و يصلون الليل بالنهار للوصول إلى أعلى درجات تحصيل مراتب النجاح.
في هذه الأوقات تستنفر العزيمة و تتولد الهمم و تتضافر الجهود استعدادا للامتحانات سواء الإعدادية ام الثانوية والتي باتت على الأبواب.
ولا يخفى على هؤلاء إنه ” ليس من إنسان عظيم دون امتحان كبير ” ففي يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان كما يقال .
والطالب يعيش حالة الهلع و القلق فنومه خفيف و طعامه قليل فلديه ما يشغله وعليه استثمار الوقت في الدراسة للتحصيل الجيد.
وربما يتساءل الأهل بحيرة : كيف نتصرف مع أولادنا و ما هي السبل للوصول إلى حالة سليمة و صحيحة وبالتالي ما هي الأجواء و الأشياء الواجب توفيرها لإيصال أولادهم إلى بر الأمان ومن ثم التقدم والنجاح و تحقيق الدرجات العالية..‏
في البداية نقول لا يمكن البدء من الآن وإنما المفروض ان تكون عملية تراكمية تبدأ مع بداية العام في دراسة المنهاج والكتب المقررة وهذه العطلة ما هي إلا وقت لاسترجاع و ترتيب الأوراق والاستعداد للامتحان، فالتحضير للامتحان يبدأ منذ الحصة الأولى في العام الدراسي و الطالب المتفوق لا يترك واجباته تتراكم و الوحدات الدراسية تتجمع مراعيا بذلك التقييم المرحلي الأسبوعي و الشهري و الفصلي.. و الطالب المتفوق يبدأ بتقسيم برنامج التحضير والإعداد منذ بداية الدراسة ،واضعا نصب عينيه الابتعاد عن أعداء و معوقات النجاح، متسلحا بالثقة بالنفس مع علو الهمة و اليقظة فقد قيل ” بقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى ” فعليك بمسك مفاتيح التفاؤل للوصول للنجاح و التوفيق و بلوغ اسمى الغايات. و اخلع رداء التفكير السلبي و لا تفتح أبواب الفشل، فأبواب النجاح تقتضي الاجتهاد في الدرس والتحضير ، و صدق من قال : لا تحسب المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا .
لذلك علينا أن نعلم سواء كأهل أو مدرسين أو إداريين أو موجهين أن مستوى قياس النجاح يتحدد من خلال الطالب الواثق من نفسه الذي يبدأ بقراءة الدرس و النقاط الرئيسية مقسما الدرس أو الوحدة إلى عناوين كبيرة ثم فرعية ثم إحاطة شاملة بالموضوع بما يحقق الترابط بين فصول الدرس، يأتي بعدها القراءة التفصيلية و الدراسة بتركيز عال و ترتيب واضح للحفظ الجيد والاستيعاب الأفضل للوصول إلى أفضل النتائج، فلا يهمل الرسوم التوضيحية و الجداول مجيبا على التدريبات و الأسئلة الموجودة بنهاية الدرس أو الوحدة،إذ لا يمكن الحفظ دون فهم ،فاستيعاب الموضوع وتفسيره ضرورة لا غنى عنها لتحقيق النتائج الأعلى و يندرج تحت ذلك فهم القوانين و المعادلات و القواعد والنظريات و من ثم الإجابة شفهياً و كتابياً على الأسئلة و التسميع و التحضير لما في ذلك من أهمية كبرى في الكشف عن نقاط الضعف والأخطاء.‏
و لا يخفى على أحد أن التسميع مرآة للذاكرة ووسيلة قوية لتثبيت المعلومات و المحافظة عليها، فالعقل الواعي و العقل اللاواعي سيرسخ و يثبت و يعزز المعلومات و المفردات التي تكتب من سؤال وجواب، وأفضل الطرق للتسميع الشفهي و تثبيت المعلومات و الدروس هي طريقة التسميع الشفهي و التبادل مع زميل دراسة نثق به و نعرف إمكاناته التي لابدّ ان تكون متقاربة مع إمكانات ولدنا.‏
هنا ينصح علماء النفس و التربية بتقسيم أوقات اليوم الدراسي، فالطالب في مرحلة التحضير للامتحان يجب أن تكون ما بين 12 – 14 ساعة دراسة موزعة على ثلاث أو أربع مراحل و كل ساعتين أو ثلاث لابد من استراحة لا تتجاوز الساعة يقضيها بنوم أو قيلولة او مشاهدة برنامج كوميدي و الخطر كل الخطر أن يقضيها بوسائل الاتصال كالنت و الفيس أو الواتس، فهي من مدمرات الحفظ لما لها من استهلاك للوقت و الفكر و عدم الشعور بضياع الزمن و تشتيت الذهن و هدر المعلومات و الوقت.‏
و كذلك ينصح علماء النفس و التربية بتوفير البيئة المناسبة للدرس و المراجعة و التحضير و لا تحتاج إمكانات كبيرة كما يظن البعض و لا يعلق البعض من الفاشلين أمور فشلهم على افتقادهم لإمكانيات أخذها غيرهم أو إنهم قليلو الحظ.
والأمثلة كثيرة عن طلاب نالوا العلامات الكاملة و هم يعيشون ظروفاً قاسية وفي بيئة غير مناسبة لا صحيا و لا بيئيا و لا نفسيا غير أنهم امتلكوا التصميم والإرادة .
و في مفهوم البيئة المناسبة هناك اختلاف بين الناس فيها و لكنها تتلخص بوجود مكان مخصص للدراسة وهدوء نسبي يختلف من بيت لآخر مع أهمية الغذاء المتوازن ما أمكن ذلك بحسب توفرها في هذه الظروف المعيشية القاسية و الابتعاد عن المنبهات و الأدوية و المنشطات..فهي هدامة للعقل و مضيعة للتركيز و الحفظ و تخفيف الزيارات و الاستقبالات مع تقديم التشجيع و الدعم النفسي .

و لا يخفى على الطالب أنه عند الحفظ و الدراسة يجب التنويع بين مادة نظرية في الصباح وعلمية في الظهر ثم مادة تحتاج للفهم والاستحفاظ معاً، وهكذا مع تغيير وضعية الدراسة من وقت لآخر .
و لابدّ من التذكير و التنبيه للأمور التي تحصل قبل الدخول للامتحان من تداول للأسئلة و الاحتمالات عن أسئلة هامة و محتملة فالطالب الواثق من نفسه لا يعير هذه الأشياء اهتماما فإذا انساق لهذه الاحتمالات سيحرض بذلك فكره و ذهنه و عقله بتركيز عال عليها فقط و ربما يضر نفسه و ينسى المعلومات بمجملها.. و تأتي الطامة الكبرى عندما لا تأتي هذه الاحتمالات فربما ينسى كل شيء.
و أخيراً لابدّ أن يعرف كل طالب أن من سبقه و حقق العلامات الكاملة ليس أفضل منه بل هو شخص مثله حضر و درس و اجتهد ووصل بقوته و مثابرته إلى ما يصبو إليه.
كل التوفيق والنجاح لأبنائنا في امتحاناتهم.

آخر الأخبار
مناقشة احتياجات بلدات اللجاة بدرعا مهمة طارئة لمكافحة حرائق المحاصيل في تل أبيض ورأس العين اللبنات الأولى للمنطقة الحرة في إدلب وميناء جاف علوش لـ"الثورة: خطوة اقتصادية واعدة تعزز التنمية الأفراح تحت رحمة الرصاص.. فوضى السلاح تهدد أمن المجتمع دمى "الكروشيه" تحمل رسالة محبّة إلى العالم صناعة الكراهية والخطاب الطائفي.. تهديد للمجتمعات المحامي برجاس لـ الثورة: ضرورة وجود قانون واضح ومح... ألم تشبع الأرض من دماء السوريين؟! المستقبل لا يبنى على الكراهية والانتقام "أدباء غزة..الشّهداء" مآثر حبرٍ لن يجف تقديم الاعتراضات لنتائج مفاضلة الدراسات العليا غداً  ضخ المياه إلى القصاع وجناين الورد والزبلطاني بعد إصلاح العطل بن فرحان وباراك يبحثان خطوات دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً السلل الغذائية تصل إلى غير مستحقيها في وطى الخان  باللاذقية إجراءات لحماية المواقع الحكومية وتعزيز البنية الرقمية  منطقة حرة في إدلب تدخل حيز التنفيذ لتعزيز التعافي الاقتصادي The NewArab: المواقع النووية الإيرانية لم تتأثر كثيراً بعد الهجمات الإسرائيلية الهجمات الإسرائيلية تؤجل مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين قداح يزود مستشفى درعا الوطني بـ 6 أجهزة غسيل كلى   تعبئة صهاريج الغاز من محطة بانياس لتوزيعها على المحافظات إسرائيل.. وحلم إسقاط النظام الإيراني هل بمقدور إسرائيل تدمير منشآت إيران النووية؟