الثورة – علاء الدين محمد:
النظر إلى المسنين من زاوية عمرهم وإمكاناتهم الجسدية والصحية هي ظلم كبير لهم، لما يتبعه ذلك من تجنب وتهميش أو شفقة بأحسن حال، وهذا ما يجب أن يحذره أي مجتمع يريد أن ينهض بكل مكوناته، وشرائحه العمرية.
في إطار ذلك قالت الدكتورة دلال السلطي لـ”الثورة”: من خلال خبرتي وتعاملي مع العديد من المسنين، فإن علماء الاجتماع يؤكدون أن أهم شيء يجب تقديمه للمسن هو الدعم العاطفي وتعزيز التواصل الاجتماعي، بحيث يشعر المسن أن له مكانة في نفوس أبناء الأسرة والبيئة التي يعيش فيهاولفتت إلى أن المسنين كانوا شباباً يافعاً يوماً ما، ولهم أعمالهم واختصاصهم، وبالتالي أصبحوا منجماً وخزاناً للخبرة والمعرفة التي يمكن استثمارها، فإشراكه حسب إمكانياته الصحية والجسمية والعقلية بعملية البناء يعود بالفائدة الكبيرة على المجتمع كله.
كما يجب أن نقدرهم ونشعرهم بفضلهم عند تقديم أي خدمة لهم، واعتبار ذلك رد للجميل لما قدموه ويقدمونه في حياتهم، وليس شفقة، أو فضلاً أو منة.
وأشارت الدكتورة السلطي إلى أنه يجب أن تكون طلباتهم مستجابة لا ترفض، من دون تذمر، بالتالي علينا أن نشعره أنه بركة البيت، لأن سنة الحياة كل منا واردها، أي سنصل إلى هذه الفئة العمرية، شئنا أم أبينا، لذلك كما نقدم سيقدم إلينا، وأعمالنا سترد علينا، فالأفضل أن نكون سباقين للخير، في تقديم حاجيات المسن، لا بل نتنافس كأفراد في تقديمها.
وأكدت أن المجتمع المتعافي الراغب بالنهوض يجب أن يستفيد من جميع أبنائه بما فيهم تلك الشريحة العمرية وإن كانت تحتاج إلى رعاية وعناية معينة، فالاستثمار الصحيح لها كفيل بتخفيف استهلاك تلك الفئة، بل قد تساهم في زيادة الإنتاجية، وأهم ما نستطيع تقديمه قبل الأمور المادية هو الدعم والرعاية النفسية من ثم تأتي الاحتياجات المادية التي تكون بنفس الضرورة لهم بدل تهميشهم واشعارهم بأنهم عبء على المجتمع.
ولكي نعزز الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي عند المسن، أوضحت الدكتورة السلطي أنه لا بد وأن نشعرهم أننا بحاجتهم، وحياتنا لا تكتمل من دونهم، في هذه الحالة ندخل الطمأنينة والبهجة إلى قلوبهم، وعندئذ يشعرون أنهم فاعلون ومنفعلون بنطاق الأسرة والبيئة والمجتمع الذي يعيشون في كنفه.
بهذا نستطيع كأفراد ومجتمع أن نعزز الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي للمسن، ونحول حالته الاجتماعية والاحتياجية إلى بركة بيننا تدر علينا النعم إلى يوم القيامة.