الثورة – تحقيق – سهيلة إسماعيل:
ربما لن تكون حادثة وفاة الشاب عبد المنعم في منطقة شنشار بريف حمص الجنوبي بعد إعطائه إبرة “إتراكوريوم ” من قبل زوج الصيدلانية هي الأخيرة طالما أن العقوبات “في حال حدوث خطأ ما “غير رادعة، ويتم ردها إلى مبدأ القضاء والقدر. فالأخطاء في المجال الطبي كما يُقال يسترها التراب، وما يثير العجب والاستغراب والأسف في الوقت ذاته وجود أشخاص في بعض الصيدليات لا يحملون شهادة الصيدلة، وربما لا تكون الصيدلية لهم. كما أنَّ بعض الصيادلة أصبحوا كأصحاب أي سوبر ماركت مختص ببيع المواد الغذائية والحاجات الاستهلاكية؛ بدليل أن بعضهم يقنع من يقصدهم لشراء دواء معين وحسب وصفة طبيبه باستبداله بنوع آخر لعدم وجود النوع المطلوب لديه ،هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ثمة تفاوت في أسعار الأدوية بين صيدلية وأخرى ،حتى لو كان بسيطاً، ما يدلُّ على أن نقابة الصيادلة لا تتخذ الإجراءات الرادعة بحق من يرتكب مخالفة مهما كان نوعها.
ونحن هنا لا نعمم وإنما هناك حالات موجودة وتؤكد ما أشرنا إليه وهي تسيء لمهنة الصيدلة وللعاملين فيها، مع الإشارة إلى أن بعض الصيادلة يمتلكون خبرة كبيرة ويساهمون من خلالها بتقديم الدواء المطلوب والراحة النفسية للمريض.
* زوج الصيدلانية ليس صيدلانياً..
وفي تفاصيل ما حدث مع الشاب “عبد المنعم” في منطقة شنشار أنه راجع الصيدلية وهو يشكو من ألم وتّاب عادي فأعطاه زوج الصيدلانية إبرة إتراكوريوم وبعد ربع ساعة فارق الحياة. ومن الناحية العلمية فإن هذا النوع من الأبر لا يُعطى إلا في المشافي وخلال العمليات الجراحية. فمن يتحمل مسؤولية وفاة شاب في مقتبل العمر..؟؟
* تأجير الصيدليات..
بالطبع تدرك الجهات المعنية بعمل الصيدليات في محافظة حمص أنه يتم تأجير شهادات الصيدلة بسبب ارتفاع تكاليف افتتاح صيدلية أو لأسباب أخرى تتعلق بخريجي الصيدلة أنفسهم ، لكن زوج الصيدلانية لا ولن يصبح صيدلانياً، ولا حتى أي شخص آخر يمكنه أن يحل محل شخص آخر ويعمل كما يعمل هو.
وقد عرفنا أن موضوع وفاة الشاب أصبح بيد القضاء المختص بعد عرضه على هيئة الطبابة الشرعية في حمص، وهو قيد التحقيق للتأكد من سبب الوفاة وعما إذا كانت نتيجة إعطائه الأبرة المذكورة.
* الصيادلة: مسؤوليتنا كبيرة..
توجهنا إلى عدد من الصيادلة في أحياء مدينة حمص المختلفة وأكد جميعهم أن المسؤولية الملقاة على عاتقهم كبيرة وهي لا تقل أهمية عن مسؤولية الطبيب الذي يصف الدواء، لكن ما يحصل أن بعض أنواع الأدوية تكون غير متوفرة، وقد حدث ذلك خلال الآونة الأخيرة، وترافق مع ارتفاع أسعار الأدوية وإحجام بعض الشركات المنتجة عن تصنيع أنواع محددة لأن أسعارها لا تتناسب مع كلفة تصنيعها.
بينما أشار “آخرون” إلى أن بعض الناس يقصدونهم وهم يشكون من بعض الأمراض البسيطة كالرشح وألم الرأس وغيرها، ونزولاً عند رغبتهم يبيعونهم الأدوية المتعارف عليها في هكذا حالات من مسكنات وأدوية التهاب.
والبعض الآخر يرفض أن يتولى شخص آخر مهما كان تحصيله العلمي بيع الدواء لأن الأمر يتعلق بحياة الناس وصحتهم وهي قضية على غاية من الأهمية ولا يمكن التلاعب بها.
* نقابة الصيادلة: لم يصلنا شيء رسمي..
وفي اتصال هاتفي مع رئيس نقابة الصيدلة في حمص الدكتور شادي طرابلسي أكد أنه حتى الآن لم يصل شيء رسمي للنقابة بخصوص موضوع الشاب عبد المنعم ، وعن دور النقابة قال: هناك جولات مشتركة مع دائرة الأدوية في مديرية صحة حمص تقوم بها لجنة القرار 29/ ت على الصيدليات الموجودة في الريف والمدينة وتدقق اللجنة في طريقة صرف الأدوية النفسية وغيرها، ومدى توفر الشروط النظامية في الصيدليات وفي حال وجود مخالفة من أي نوع تتم كتابة ضبط وتكون العقوبة حسب نوع المخالفة.