الثورة – غصون سليمان:
في خطوات التحدي يتشبث العامل بقدرته على الإنجاز والإنتاج غير آبه في كثير من الأحيان لمخاطر ضجيج الآلات وماينجم عن تعامله مع مواد ومستلزمات صناعية تسبب له أمراضا مختلفة ،.فالبيئة الآمنة لابد أنها تتمتع بضوابط وشروط ومعايير معروفة عالميا بقانون الأمن الصناعي وما الصحة والسلامة المهنية إلا الضمان الحقيقي للنجاة.
في حديث موسع مع الدكتور محمد هاشم مدير الصحة والسلامة المهنية في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بين بداية المهام التي تضطلع بها هذه المديرية .من خلال تطبيق قانون العمل رقم ١٧ لعام ٢٠١٠،والقانون رقم ٢٨ لعام ٢٠١٠ الناظم لأحكام الصحة والسلامة المهنية الواردة بالقانون.
وكمديرية على مستوى القطر لديها ثلاث دوائر أولها دائرة التفتيش وتقييم بيئة العمل،وتقوم بالزيارة التفتيشية على أغلب مواقع العمل في مختلف القطاعات العامة والخاصة والمشتركة ، بغية تحديد المخاطر بشكل جيد والتي يمكن من خلالها أن نتجنب حدوث الاصابات والأمراض المهنية ،عبر القيام بإجراء القياسات الفيزيائية المطلوبة لتحديد نسب المخاطر في مكان العمل، وبالتالي فإن الدور الأكبر لدائرة التفتيش هو إرشادي توعوي للعمال وأصحاب العمل .
*الدائرة الثانية ..وهي دائرة الدراسات والتدريب والتوعية تتولى كل ما من شأنه توعية وتثقيف العمال وأصحاب العمل
– تقديم مشورات خاصة بالصحة والسلامة المهنية.
تقديم دراسات مناسبة و بشكل مبسط لخدمة العمال،فما يهم برأيه هو الحفاظ على الطبقة العاملة
– دائرة المختبر وتتولى:
– إجراء قياسات وإجراء تحاليل لبيئة العمل،يحدد من خلالها الخطورة ، كالذي يحصل على العامل.
وحول الأمراض المهنية التي يمكن أن تنشأ عن هذا العمل، أو عن هذه المادة التي يمكن أن يتعرض لها العامل.
أشار الدكتور هاشم إلى أنه يوجد في كل محافظة دائرة صحة وسلامة مهنية تتبع للمديرية المركزية وتقوم هذه الدوائر تقريبا بنفس الأعمال بكل محافظة من إجراء زيارات تفتيشية ،إجراء القياسات ضمن المعامل والمنشآت،تقديم الإرشاد والنصح لأصحاب العمل والعمال،إقامة الندوات والدورات التوعوية ،إضافة إلى تحديد المخاطر ،تحديد الحلول،تقديم تقرير عن كل زيارة تفتيشية خاص بالمنشأة تذهب نسخة منه لصاحب العمل مع الاقتراحات .
* انواع المخاطر
-وعن انواع المخاطر ذكر عدة انواع منها الفيزيائية والتي يندرج تحتها الضجيج، فهناك آلات عندها نسب ضجيج عالية تؤثر على السمع ونقص السمع ،وأثناء الجولات التفتيشية يأخذ المعنيون معهم أجهزة لقياس نسبة الضجيج على كل آلة مكان وقوف العامل، فإذا حدد عن وجود زيادة بالحد المسموح، يوضع تنبيه وملاحظة عليه، مع ضرورة إيجاد حل لتخفيف نسبة الضجيج عند العامل،إما بتغيير الآلة اذا استطاعوا وفي حال عدم الاستطاعة يمكن استخدام السماعات عند العمال
-*الحرارة ..
إذ تحتوي أغلب المعامل إلى أفران بدرجات حرارة عالية مايتطلب البحث عن حلول مناسبة لتخفيف درجات الحرارة .
*-الاضاءة
كل عمل له شدة إضاءة وهناك أعمال تحتاج دقة عالية بهدف الرؤية الجيدة بعيدا عن الإجهاد والتعب .
*- التعرض للإشعاعات
كما هو واقع الحال في المشافي حيث أجهزة الأشعة تؤدي إلى حدوث سرطانات مع مرور الوقت .وهنا يتم التعاون بشكل جاد ومستمر مع هيئة الطاقة الذرية ،والذي يتطلب إعطاء كل شخص يعمل بالأشعة جهازا لقياس شدة تعرض هذا العامل على الآلة ..وفي حال تجاوز الحد المسموح من التعرض،يتم إبعاده عن الآلة .
*- مخاطر تلاؤمية:
وهذه تتعلق بوضعية جلوس ووقوف العاملين لفترات طويلة وبشكل غير مناسب كأعمال الخياطة مايؤدي الى حدوث أذية بالعموم الفقري.
وكذلك أعمال البناء والتشييد لذلك أثناء الزيارة التفتيشية يحدد حجم السقالة، كيف تكون ،وأين تكون وكيف تثبت وفق معايير الصحة والسلامة المهنية .
*- المخاطر الكيميائية
وهي الناجمة عن تعامل العمال مع المواد الكيماوية ومدى تأثير سميتها على الجسم .لذلك فإن القياسات التي يضعها مسؤولو الصحة والسلامة المهنية تحدد المسموح، وفي حال لوحظ أي تغيير يتم إبعاده فورا لطالما أصبح المرض واضحاً.
وهناك المخاطر الكهربائية الناجمة عن عمليات الصعق وغيرها.
بعض الحلول
وإذا كان السؤال وفق ما تقدم من مخاطر ما هي الحلول المطلوبة ؟
أوضح الدكتور هاشم أنه لدينا قانون العمل رقم ١٧ لعام ٢٠١٠ والقرار الوزاري ٢٨ لعام ٢٠١٠ ايضا المتضمن جميع التعليمات الوقائية من كل مخاطر العمل التي تم ذكرها .وخاصة للمنشآت والمعامل التي يتم ترخيصها اليوم حيث الشرط الأساسي هو تطبيق معايير وشروط الصحة والسلامة المهنية كما وردت بالقرار الوزاري.
وإذا كان السؤال أيضا هل كانت هذه الشروط مطبقة بمعاملنا بشكل عام كان الجواب أن هناك مشكلتين..
منشآت قديمة قبل صدور هذا القانون فلذلك غير مطبقة بالشكل المطلوب .
والأمر الآخر أن أغلب معاملنا ومنشآتنا دمرت نتيجة الحرب الظالمة على سورية ،ماضطر أصحاب العمل للعمل بطريقة إسعافية لاستمراره،ومواكبة سوق العمل لأن يلجؤوا لأخذ أبنية غير ملائمة،غير مجهزة التجهيز النظامي .
وبالتالي من يقوم بهذه الإجراءات هي مديرية الصحة والسلامة المهنية من خلال مفتشي العمل أثناء الزيارات التفتيشية الميدانية بغية تحديد المخاطر في كل موقع من المواقع من بوابة الدخول إلى بوابة الخروج وكيف يمكن تلافيها ،مع تقديم تقرير بكل ماتم رصده وذلك للمعالجة تباعا .