من سورية إلى أوكرانيا.. أردوغان ومسلسل الاستثمار في الأزمات

الثورة – تحرير لجين الخطيب:
لطالما كان للنظام التركي باع طويل في مجال استثمار الحروب والأزمات التي تندلع فوق أي أرض أو بين أي طرفين، والأمثلة على ذلك كثيرة سواء في الحرب الباردة أو في سورية، ليبيا، قرة باغ، وحالياً يحاول رأس النظام رجب طيب أردوغان الاستفادة من الأزمة الروسية الأوكرانية التي تأتي على خلفية العملية العسكرية الروسية جنوب شرق أوكرانيا لحماية إقليم دونباس.
فمنذ إعلان روسيا إطلاق عمليتها العسكرية على الأراضي الأوكرانية يحاول أردوغان الوقوف في المنتصف لاعباً دور الوسيط بين طرفي الأزمة، فالانحياز لكييف ومن ورائها الغرب يهدّد مصالحه مع موسكو والعكس صحيح، ما دفعه إلى اتباع مسار الدبلوماسية عبر إعلانه عن استعداد بلاده للعب دور الوسيط، واستضافة مفاوضات بين الجانبين، وهو ما حصل بالفعل، حيث تركيا وزيري الخارجية الروسي والأوكراني في مدينةأنطاليا، كأول اجتماع سياسي منذ بدء العملية العسكرية الروسية.
وبينما يواصل أردوغان سياسة اللعب على حبال الطرفين، يؤكد محللون أتراك أن بلادهم على أعتاب حقبة جديدة مليئة بالتهديدات بسبب تلك الأزمة، وترى الكاتبة التركية كوبرا بار في مقالها عبر صحيفة “خبر ترك”، أن ممارسة دور الوسيط والجمع بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا في أنطاليا، يزيد من مصداقية أنقرة لدى الغرب بشكل كبير، منوهة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كان ينأى بنفسه عن أردوغان منذ شهور عدة، أجرى مكالمة هاتفية معه ولم يستطيع أن يكون غير مبال للتطورات الأخيرة، وفي المستقبل يمكن الحديث عن رفع عقوبات “كاتسا”، وتلبية طلب المقاتلات “أف16”.
أردوغان المقامِر الذي يحب الاستفادة من الأزمات الدولية كما وصفته صحيفة “Maerkische Oderzeitung” الألمانية، يحاول أيضا الاستثمار في رغبة كل من فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف الناتو، وذلك عبر عرقلة تركيا لهذا الطلب الذي جاء على خلفية العملية الروسية في أوكرانيا، بذريعة التهديد الروسي لأمن الدولتين الاسكندنافيتين اللتين التزمتا سياسة الحياد لأكثر من سبعة عقود.
وفي الوقت الذي يخالف فيه أردوغان الإجماع الغربي الواسع بالموافقة حول طلب فنلندا والسويد، يُرجِع محللون ذلك إلى أن أردوغان يحاول توظيف الأزمة لتحقيق مكاسب وحسم ملفات شائكة مع الغرب، حيث سيضغط على البلدين والغرب والدول المعادية لمصالح تركيا لإجبارهم على حل القضايا الخلافية سواء الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي ومع أميركا مثلاً حل أزمة منظومة الصواريخ الروسية “إس 400″، والطائرات الأميركية المقاتلة “إف 16″ و”إف 35”.
وفي الوقت الذي تتهم فيه أنقرة كلا من هلسنكي وستوكهولم بالتساهل مع المتمردين الأتراك الأكراد المنضوين في حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في تركيا، تقول صحيفة “Süddeutsche Zeitung”، إنه من المحزن أن ابتزاز أردوغان يمكن أن ينجح، عندها سيتعين على الحكومات الأخرى تقديم شيئ ما لأنقرة، مثل تجاهل القضية الكردية والسلاح والتدمير الممنهج لسيادة القانون في تركيا”.
وفيما يظهر أردوغان إلى العلن بموقفه الرافض لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو، يبدو أنه يحاول اللعب على هذا الملف من تحت الطاولة، فقد تحدثت تقارير إعلام غربية أن تركيا قدمت عدة مطالب مقابل موافقتها على هذا الانضمام، وبحسب “بلومبرغ” فإن تركيا تطالب بالموافقة على إدراجها في برنامج توريد أحدث المقاتلات الأمريكية “أف 35” ورفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على أنقرة بعد شراء الأخيرة أنظمة الدفاع الجوي الروسية “إس 400”.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق