هرمون الحب.. الأوكسيتوسين

الثورة- الصيدلانية سارة محمد شاهر أبو سمرة
ربما تردد على مسمعنا ما يسمى ب “هرمون الحب” وهو مصطلح لطيف ويبعث شعوراً بالدفء والحنان بمجرد نطقه، وفي الحقيقة فإن الاسم الحقيقي له هو هرمون الأوكسيتوسين ولكنه سمي ب “هرمون الحب ” لأنه يُعتقد بأنه المسؤول عن المشاعر الدافئة والترابط الذي بيننا وبين الآخرين بما فيها الصداقة والحب والعلاقات الإنسانية الأخرى، لذا سنتعرف أكثر على هذا الهرمون.
هرمون الحب هو هرمون أو ناقل عصبي يُعرف باسم الأوكسيتوسين (Oxytocin)، وهو يرتبط بالعديد من المشاعر والحالات التي يمر بها الجسم، ويؤثر بشكل كبير على مشاعر الأمومة والأبوة وعلى بناء العلاقات البشرية وتكوينها وعلى الثقة وحتى الحياة الجنسية، ويتم إنتاج هرمون الحب في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، ثم ينتقل من هناك إلى الغدة النخامية التي تفرزه إلى الجسم، وعادةً ما تكون نسبته أعلى لدى الإناث عموماً، وقد بدأت البحوث تتناول فوائد هرمون الحب كنوع من العلاجات الفعالة في مقاومة بعض الأمراض النفسية، مثل: الاكتئاب.
ويوجد حالات وأوقات معينة يتم فيها إنتاج نسب عالية من هرمون الحب بشكل خاص مثل عملية الولادة إذ يساعد هرمون الحب على تحفيز انقباض عضلات الرحم، و في فترة الرضاعة، إذ يحفز هرمون الحب إفراز حليب الثدي، وأيضاً أثناء العملية الجنسية لدى الرجل، إذ يحفز حركة الحيوانات المنوية.
كما أن لهرمون الحب العديد من الفوائد على العلاقات البشرية والجنسية، إذ إنه يساعد على حصول النشوة الجنسية، وزيادة المتعة والترابط الجنسي بين الشريكين، و يساعد على زيادة تعلق الزوجين ببعضهما وتقوية الروابط بينهما في العلاقة الزوجية، وله تأثيرات إيجابية على العلاقات، فيساعد على بناء الثقة وتحفيز التعاطف والحنان والتواصل البناء بين الشريكين.
وهناك علاقة بين هرمون الحب والدوبامين (Dopamine) والسيروتونين (Serotonin) حيث يطلق على هذه الهرمونات الثلاثة الدوبامين، والسيروتونين، والاكسيتوسين مصطلح “هرمونات السعادة” وكم هو مصطلح جميل.
فعندما يشعر الشخص بانجذاب لشخص آخر تزداد مستويات هذه الهرمونات في الجسم، ما يخلق تأثيرًا يُشعر الشخص بمشاعر إيجابية مختلفة ومختلطة.
ويلعب هرمون الحب دورًا كبيرًا في حياة الأمهات والآباء، وفيما يأتي أهم تأثيرات هرمون الحب على حياة الأم ومشاعرها وجسدها:
تحفيز الولادة وتسهيلها، وذلك عبر تحفيز انقباض عضلات الرحم وتحفيز إنتاج هرمونات أخرى مساعدة.
تحفيز تقلص الرحم بعد الولادة وعودته إلى حجمه الطبيعي.
تحفيز إنتاج حليب الثدي، وخاصةً عندما تلامس شفاه الطفل حلمة ثدي الأم، إذ يرتفع منسوب الهرمون ويبدأ الحليب بالنزول.
تقوية العلاقة والرابط بين الأم والطفل.
أما هرمون الحب لدى الأب، فيوجد أدلة علمية بدأت تظهر مؤخرًا لتشير إلى أن نسب هرمون الحب تزداد في جسم الأب بعد ولادة طفله الجديد، ومع كل تواصل وتلامس بين الأب والطفل ترتفع نسب هرمون الحب في جسم الأب أكثر وأكثر.
وإن لارتفاع منسوب هرمون الحب لدى الفرد آثارا إيجابية عديدة إضافةً إلى ما ذكر أعلاه مثل زيادة الشعور بالثقة والاسترخاء والتوازن النفسي على كافة الأصعدة والتقليل من الشعور بالتوتر والتقليل من مشاعر القلق وهناك تأثير إيجابي عند استخدامه كعلاج في بعض حالات التوحد، وزيادة قدرة الفرد على التكيف مع ظروف جديدة عليه.
وبسبب فوائد هرمون الحب وتأثيراته الإيجابية العديدة على السلوك والمشاعر لدى الفرد، فقد ظهرت عدة استخدامات له كدواء، وهذه أهمها:
استعماله كحقنة دوائية لتخفيف آلام المخاض ووجع الولادة، و تخفيف النزيف الحاصل بعد الولادة أو الإجهاض، و علاج مفيد بشكل خاص للأطفال المصابين بالتوحد، وعلاج اكتئاب ما بعد الولادة وعلاج القلق، وعلاج الفوبيا والرهاب، و تسريع شفاء الجروح، والحماية من الجروح الداخلية في الأمعاء أثناء العلاج الكيماوي وعلاج محتمل لمرض القولون العصبي.
وبالرغم من الفوائد الجمة لهذا الهرمون كما ذكرنا، لكن عند إفراز هرمون الحب بإفراط أو استخدامه كدواء دون إشراف طبي فهذا قد يكون له تأثيرات سلبية، إذ وُجد أن النسب العالية من هرمون الحب ترتبط مع مشاعر سلبية، مثل: الحسد، والكذب و غيرها.. وهكذا تعرفنا على هذا المصطلح الجميل ودامت قلوبكم عامرة بالمحبة.

آخر الأخبار
توزيع سلل صحية في ريف جبلة مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي