الثورة- ترجمة ميساء وسوف
حذر التحليل الأخير الذي أجراه التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) من الانخفاض الحاد للأمن الغذائي في جميع أنحاء أفغانستان، حيث أن مزيجاً من انهيار الاقتصاد والجودة يحرم ما يقرب من 20 مليون أفغاني من الغذاء.
تم إجراء التحليل في شباط من قبل شركاء IPC ، بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمي، والمنظمات غير الحكومية المدعومة من الأمم المتحدة لتسليط الضوء على خطورة الوضع، حيث يضع التقرير حوالي 6.6 ملايين من أصل 40 مليوناً في حالة الطوارئ IPC 4.
عانت أفغانستان من الجفاف في السنوات الأخيرة والذي تفاقم بسبب تغير المناخ مع انخفاض غلة المحاصيل مما أثار المخاوف من نقص خطير في الغذاء. ومما زاد الطين بلة أن الأمطار الغزيرة والفيضانات والعواصف في 12 مقاطعة تسببت في مقتل 22 شخصاً وتدمير مئات المنازل والمحاصيل.
وتعبيراً عن تضامنها مع شعب أفغانستان، دأبت باكستان على توصيل شحنات مواد الإغاثة إليه، ولكن على الرغم من التعهدات السخية التي قدمتها مختلف الكيانات، فإن اهتمام العالم تجاه أفغانستان آخذ في التحول، مما يترك الأفغان يتحملون وطأة الانهيار الاقتصادي.
ليس من مصلحة الغرب أو باكستان أن يسود أي نوع من عدم الاستقرار في أفغانستان، فإذا استمرت معاناة الشعب الأفغاني، فستكون هناك ظروف قاسية في المستقبل.
يجب على باكستان والولايات المتحدة أن تمد الجسور بين أفغانستان والغرب في نهاية المطاف من أجل إعادة الأموال التي تخص أفغانستان حيث أن القضايا السائدة تستهدف الشعب الأفغاني أكثر من النظام، يبدو أن هناك نقصاً في الثقة بين الحكومة الأفغانية الحالية والغرب، وهذا أحد أسباب عدم قيام الدول الكبرى بتسليم المساعدات لأفغانستان.
إلا أن الحكومة الباكستانية تساعد أفغانستان على الرغم من قيودها وقد لعبت دورها بشكل فعال في تسليط الضوء على القضية الأفغانية دبلوماسياً، ولكونها دولة مجاورة، تدرك باكستان جيداً حقيقة أن أفغانستان المسالمة ستؤدي تلقائياً إلى آثار إيجابية مماثلة على باكستان والمنطقة في نهاية المطاف. هناك حد لما يمكن أن تفعله باكستان للتخفيف من هذه الأزمة حيث تستضيف باكستان بالفعل 2.5 مليون لاجئ أفغاني منذ عقود.
ظلت أفغانستان تمثل تحدياً مشتركاً للقوى الدولية وأصحاب المصلحة الإقليميين منذ الانسحاب الأمريكي وترك الدولة التي مزقتها الحرب تحت رحمة حكم طالبان وأزمة إنسانية حادة، على الرغم من الجهود التي يبذلها أصحاب المصالح الإقليمية بما في ذلك باكستان لخلق وسادة إنسانية لأفغانستان، لا تزال الأزمة تلوح في الأفق في البلاد.
من أهم العوامل التي يعاني منها الشعب الأفغاني في جميع المجالات التقليدية وغير التقليدية تقريباً، القرارات الشائنة التي اتخذها نظام طالبان فيما يتعلق بحقوق الإنسان، فضلاً عن فشله في معالجة الكيانات الإرهابية التي تعيش في البلاد، ولسوء الحظ، أصبحت باكستان هدفاً بارزاً لهجمات إرهابية منشأها الأراضي الأفغانية.
يجب أن يتعامل نظام طالبان مع مثل هذه الأنشطة الإرهابية وأن يعترف بأن العلاقات مع باكستان مهمة لجعل أفغانستان مستقرة وآمنة ومزدهرة في المستقبل. وقد طالبت باكستان طالبان باتخاذ إجراءات صارمة ضد العناصر المناهضة لها.
تغيير النظام في باكستان لا يعني أنه سيكون هناك تغيير أو انقطاع في العلاقات مع أفغانستان، تعتبر قضية الإرهاب عبر الحدود أمراً حيوياً بالنسبة لباكستان، ليس فقط بسبب العواقب المحلية ولكن أيضاً بسبب حقيقة أن هناك تاريخاً طويلاً لكيانات حركة طالبان باكستان التي تنشط جداً في المناطق الحدودية بين البلدين.
هناك حاجة إلى بذل جهود متواصلة لإشراك طالبان في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية السائدة في أفغانستان حيث يمكن أن يجلب السلام في أفغانستان فرصاً للنمو والتنمية للمنطقة بأسرها. في الوقت نفسه، يجب على طالبان إعادة النظر في نهجها بشأن حقوق الإنسان، وحقوق الفتاة في الحصول على مشاركة ذات مغزى مع الغرب لأن المشاركة ستكون في مصلحتهم في النهاية.
المصدر: Eurasia Review
السابق
التالي