يبدو لها أن سجالات الحب لا تنتهي..
أو بتعبيرٍ أدق هي سجالات الوجود.. الوجود في الحب.
فأن تكون كائناً.. حاضراً.. وموجوداً عبر الحب، ليس إلا تأكيداً على وجودك بأبهى حالاتك وأرقاها.
نظراتٌ سريعة ألقتها من خلف زجاج سيارة الأجرة بحثاً عن مكانٍ للقاءٍ غير متوقع ومستعجل..
لابأس..
فكل الأماكن تبدو مناسبة حين يأتي الحب بفخامة صدقه وأبهة حضوره.
على عجلٍ.. مرّت تفاصيل اللقاء..
سوى نظراتٍ كانت أكثر من واضحة التقطتها عيناها ولم تخطئها.
الأشياء تأتي وفق تراتبية منسجمة ومتصالحة مع نفسها..
كل شيء يحدث بتوقيتٍ محدد إلا الحب..
لا توقيتَ له.. يأتي فيُعيد ضبط تفاصيل يومياتك وفق ميزان جنونه.
تخاف على ضوء الشوق أن يخبو..
فتسرق مفرداتٍ وعبارات تخبّئ عبرها فيض أشواقها..
كأنها تخزّن أحاسيسها.. تخمّرها.. وتفرّغها دفعةً واحدة في لحظة منفلتة من عدّاد الروتين اليومي..
لحظة هاربة من تكرار الوقت المنضبط بطريقةٍ مرعبة..
الوقت.. الزمن.. والحبّ..
يبدو أن هذا الأخير مُرمِّماً أكثر من فعّال لبشرة الزمن المتثاقل..
يشدّ “ترهُلات” الوقت ويصلح “تخرّشات” الروح مُعيداً بريقها..
لأنه المعجزة التي تجعلنا نسقط “من” الزمن وليس “في” الزمن..
فنحياه إنعاشاً دائماً لتكرار لحظاتنا..
نسقط “من” الزمن.. بمعنى نسقط من الحب تجديداً لذواتنا وأوقاتنا.
هل يحتاج الحب إلى تمارين..!
هل نحتاج نحن إلى تمارين لنتقن فنون الحب..!
ثمة تمرينٌ واحد يجب أن نُتقنه جميعاً.. هو أن لا تمرينَ أو قاعدة واضحة للحب..
الحبّ لا يصلح للتأطير.. ولا للقواعد أو التمارين الجاهزة..
لأنه تمرين العيش الأوحد والأجمل الذي يُلقننا دروساً في كيفية الاندماج بلحظة الوجود الأكثر صدقاً.