قد يكون الحديث اليومي عن الخبز والحصول عليه أو تأمينه بأي شكل كان ليس بجديد أبداً، حتى مع كل التفاصيل المتعلقة بمادة أساسية ومهمة للغاية لاغنى عنها في حياتنا اليومية، وما يرافق تأمينها من معاناة ومشقة تبدو متباينة حسب الأيام التي تتوزع فيها مخصصات الأسرة المحددة لها من الجهات المعنية وبموجب البطاقة الذكية.
وإن كانت صعوبة تأمين الخبز المخصص مشكلة لم تصل بعد لحلول مناسبة مرضية للجميع بالشكل المطلوب، حيث تكثر وتتشعب الجوانب المتعلقة بذلك سواء لجهة المخصصات أو الازدحام على الأفران والفوضى التي يحدثها باعة الخبز المنتشرون وبكثرة أمام الأفران، ويحصلون على الخبز بيسر وسهولة وفي أحيانٍ كثيرة يكون ذلك على حساب فشل المواطن في الحصول على المادة لانتهاء مخصصات الفرن المحددة وفق فترة زمنية ما.
إلا أن اللافت أكثر في مجمل هذه التفاصيل هو النوعية السيئة لرغيف الخبز عند بعض الأفران، ولاسيما لدى الأفران الخاصة المنتشرة في أماكن عدة في مناطق المدن والأرياف، والغالبية العظمى منها تخالف التعليمات، حيث عدم الالتزام بالوزن المحدد لربطة الخبز، وعدم إعطاء كيس نايلون حتى لربطتي خبز معاً، إضافة لنوعية الخبز التي تنتجها والتي تفتقد لأية مواصفات الخبز الجيد أو حتى المقبول شكلاً وطعماً.
ولطالما كانت تأكيدات الجهات المعنية ولاسيما وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مستمرة بضرورة الحصول على الخبز بمواصفات جيدة سواء من الأفران أو من الجهات التي تم اعتمادها كمعتمدين للحصول على الخبز، مع التزام الأفران بالتعليمات المحددة وعدم المخالفة، إلا أن ذلك بدا مغايراً تماماً على أرض الواقع، وكثيرة هي الأفران المخالفة خاصة لعدم الالتزام بالوزن والنوعية، وبيع باعة الخبز وبكميات كبيرة أيضاً.
والغريب في الأمر، ومما يسجل من مشاهد أنه عند حضور جهة معنية ما كجولة على الأفران، أو رقابة للاطلاع على الواقع ينقلب حال الفرن بشكل كلي، حيث الالتزام الكامل بالتعليمات والتأكيدات، ولكن لفترة محدودة لاتتعدى انتهاء الجولة.
فعند الحضور شيء ، وعند المغادرة أمر آخر، ما يعني ضرورة تكثيف الجولات الرقابية والتشديد في معاقبة الأفران المخالفة للشروط، ومتابعة نوعية الخبز وجودته ولو بأبسط أشكال الجودة.