الثورة – غصون سليمان:
أن ترسم لوحة من التفاؤل ثمة قدرة على صنع المعجزات في العمل والحياة، فلا مستحيل تحت الشمس في عرف السوريين، ولامهادنة في لوحة التشاؤم التي لفظها أبناء الحضارة سورية الأرض والإنسان.
أن تكون قادرا قويا ومسؤولا أمينا لاشك أنك خبرت التجارب وشرحت تفاصيل الألم لتزرع مزايا الأمل، وما لغة الإحباط والاستسلام إلا سلاح الضعفاء وإن بدأ حادا.
هي لغة حياة أراد لها الداعمون أن تكون سيدة حقا في مساحة النفس والوجدان.
بالأمس القريب في الرابع عشر من الشهر الحالي كان الحدث الأجمل لولادة عمل مجتمعي تنموي على مستوى التحديات حمل عنوان صندوق التعاضد الاجتماعي والتنمية بدعم وتمويل مباشر من السيد الرئيس بشار الأسد الذي شرف الانطلاقة الأولى للمؤتمر بحضوره الكريم.
*بذرة العطاء
في التعريف أكثر عن هذا الصندوق كان تساؤل الدكتورة ربا ميرزا رئيسة مجلس إدارة الصندوق” من نحن ولماذا الصندوق؟ لتأتي الإجابة بردا وسلاما على المؤمنين بأهمية العمل المؤسساتي عبر ضوابط منهجية العمل، نحن مجموعة تلمست المخاوف التي طالت المجتمع وعملت على وضع طروحات وأفكار حول ماهية القوة التي يمكن لها أن تقف في وجه هجرة وتهجير العقول السورية، واستنزاف الأيدي الماهرة، تفكيك الأسرة وإفراغ الوطن من القدرات البشرية، وتمزيق نسيج المجتمع،وما يقيننا إلاٌ أن الحل من سورية إلى سورية ومن ثم المنطقة بالكامل .
* النجاح حليفنا
فبعد النجاح الذي حققه المؤتمر الأول بعد عام من الجهد والتعب وإنجاز ٦٤ مشروعا زراعيا وصناعيا وخدميا وحرفيا في خمس محافظات، يتابع الصندوق خطة عمله المستقبلية انطلاقا من مجموعة التوصيات والتي أضاءت عليها الدكتورة ميرزا في لقاء معها عبر منحيين: اقتصادي واجتماعي، كون التنمية في جوهرها اقتصادية، اجتماعية، بمعنى أنٌ الشخص الذي تسمح له الظروف بالتحسن اقتصاديا،ستسمح له بالتحسن اجتماعيا،سواء من الناحية الغذائية، والصحية، والتعليمية،مبينة أنه على المستوى الاقتصادي يتم دعم التمويل الصغير والمتناهي الصغر للفئات الأشد فقرا في المجتمع ولا تملك أي معيل أو راتب وظيفي،لذلك كان التوجه نحو منح وليس قروضا، وهي منح من السيد الرئيس بشار الأسد الداعم الحقيقي لهذا المشروع.
والأمر الثاني الذي أشارت إليه مديرة الصندوق هو العمل على القوانين والتشريعات لتسهيل العمليات الإنتاجية والصناعية والزراعية لصندوق التعاضد الاجتماعي أي لعمليات التمويل المتناهي الصغر من حيث العمل على الفكرة ،كأن يكون الإعفاء الضريبي لمدة عام، وتقديم تسهيلات التسجيل بالسجل التجاري والصناعي، وهذا ما يعمل عليه حاليا من قبل القائمين على الصندوق بالتوافق مع غرف الصناعة والتجارة والإدارة المحلية .
ومن التوصيات التي ذكرتها الدكتورة ميرزا هو العمل مع كافة البلديات بالأرياف حيث التوجه الأكبر للمناطق الريفية وخاصة من الناحية الزراعية لتسهيل أمور الحاصلين على هذه المنح.
* منح تعليمية
أما على الصعيد الاجتماعي فالعمل قائم حسب تأكيد مديرة الصندوق على دعم الطلاب المتعثرين تعليميا من طلاب الجامعة ،ومن طلاب المراحل الأخرى الأساسية، عبر منح مقدمة لهؤلاء كون معظم العائلات الفقيرة من أبناء الشهداء والعسكريين هم بمراحل عمرية صغيرة نوعا ما.. ويجري العمل بالتوازي أيضا على دعم العملية التنموية عبر الغذاء والصحة.
وحول عدد المشاريع المقدمة أشارت
الدكتورة ميرزا بأن العدد المنتظر هو ١٢٥ مشروعا مسجلا، وبعد المؤتمر وصل العدد المسجل للمشاريع “٢٣٢ “مشروعا .
فيما آلية التسجيل تتم من خلال التواصل الاجتماعي.
فهناك صفحة خاصة بصندوق التعاضد الاجتماعي على الفيس تتضمن استمارة قابلة للتعبئة مباشرة من قبل الشخص ويحدد له موعد، وتتم دراسة الطلبات حسب الأقدم وفق الدور، مع ملاحظة أنه لايهمل أي طلب وإن كان لايدخل ضمن منظار عمل الصندوق،حيث يتم لقاء الشخص ومحاورته وتشجيعه على إيجاد مشروع أكثر فائدة، أو ربطه مع مشاريع قائمة سابقا لاسيما الزراعية منها وتربية الأبقار،وصناعة الألبان والأجبان، ماعدا الصناعات المنزلية التي تعمل وتقوم بها السيدات ضمن المنزل،وهذه لها حيز خاص ايضا .
ومن الخطوات التي سيعمل عليها لاحقا نوهت مديرة الصندوق أن المرحلة الثانية يحضر لها ليكون هناك لقاءات موسعة كل ثلاثة أشهر مع فئات الشباب مباشرة لسماع مشاكلهم وايجاد ما يناسب من حلول.
أيضا يجري التنسيق للقاء مع غرف التجارة والصناعة والإدارة المحلية لتسهيل الاجراءات.
فمناخ عمل الصندوق هو عمل تشاركي يؤسس لمزيد من التكافل والتماسك والشعور بالآخر. مع التأكيد على أن الدعم مستمر لجميع الشرائح المستحقة، انطلاقا من أن العمل حياة،العمل قوة،العمل وجود.