لم تعد تصرفات الرئيس الأميركي جو بايدن وحدها تثير الضحك والسخرية، بل باتت تصريحاته أيضا تثير الضحك والسخرية والدهشة، كونها تحلق بعيداً خارج سياق الواقع الذي يحتاج إلى قراءة ومقاربة موضوعية ومنطقية، لا إلى تجاهل وتهرب وهروب إلى الأمام.
فسقطات بايدن وزلات لسانه باتت تتجاوز سكناته وحركاته وتصرفاته إلى القدر الذي أضحى فيه يثير سخرية وتهكم كل من حوله، لاسيما الشعب الأميركي الذي يعرف جيداً أن السياسات والمشاريع الاستعمارية والاحتلالية التي تنتهجها بلادهم لم تجلب إلا الكراهية والعار لهم، ولم تجلب للعالم إلا الدمار والخراب والإرهاب.
الرئيس الأميركي أعلن بالأمس أن بلاده لا تسعى إلى وقوع حرب بين الناتو وروسيا، وأنها لن تدخل في مواجهة مباشرة مع روسيا، وهذه التصريحات بقدر ما هي مجافية لصيرورة الأحداث، بقدر ما هي تكشف مجدداً حقيقة الاستراتيجية الأميركية، التي تقوم وترتكز على إثارة الفوضى والنزاعات والحروب، وزج الحلفاء والشركاء والأدوات في حروب عبثية من أجل طموحات وأوهام، وذلك حتى يتسنى لها الإمساك بزمام الأمور والسيطرة على مفاتيح العالم، دون أن ننسى أنها يمكن أن تتخلى عن أقرب المقربين لها عندما تنتهي صلاحيتهم ويصبحون عبئاً ثقيلاً عليها.
مع كل خطوة تخطوها، تثبت الولايات المتحدة أنها باتت في موقع المهزوم والعاجز عن مواجهة طوفان التطورات والتحولات التي غيرت من وجه المشهد الدولي ونسفت كل مقومات “الامبراطورية العظمى” التي قامت على الحروب والمجازر وقتل الشعوب، لذلك هي تصر على انتهاج سياسات الخداع والكذب والتزوير والهروب إلى الأمام، السياسات التي وضعت العالم على فوهة بركان قد ينفجر في أية لحظة.
السابق
التالي