الثورة ـ وفاء فرج:
بحسب دراسات التكاليف للشركات العاملة في مجال الإسمنت تشكل أسعار حوامل الطاقة ما يقارب ٧٠% من تكاليف إنتاج مادة الإسمنت ، وبصدور القرارات الأخيرة برفع أسعار الفيول والكهرباء بفترات متقاربة ومتسارعة آخرها رفع سعر طن الفيول من مليون و١٧٩ الف ليرة إلى مليون و٣٨٨ ألف ليرة و الكهرباء من ١١٠ ليرة للكيلو واط إلى ٣٠٠ ليرة سورية، ارتفعت تكاليف الإنتاج بنسبة كبيرة إلى جانب أسعار القطع التبديلية والمواد الأولية، الأمر الذي ساهم في استنزاف السيولة المالية لدى شركات الإسمنت ما دفعها إلى الطلب برفع سعر طن الإسمنت للمحافظة على استمرارية عملها وتغذية السوق المحلية بمادة الإسمنت سيما وأن الزيادة الأخيرة بسعر الفيول سيجعل وضع الشركات غير مستقر في السيولة و حدوث إرباكات في عمل الشركات خاصة أن الزيادة الأخيرة بأسعار الإسمنت امتصتها الزيادة الأخيرة للفيول وبالتالي لم تنعكس بالفائدة على الشركات لتطوير وتحسين وضع خطوطها الإنتاجية.
وتشكل موافقة اللجنة الاقتصادية في التحول التدريجي في شركات الإسمنت للاعتماد على الغاز بدلا من الفيول وفق إمكانات توفره مستقبلا، أحد الحلول لخفض تكلفته من جهة وآثاره على البيئة والآلات المستخدمة في الإنتاج من جهة ثانية.
ولعل أولى الشركات التي يمكن البدء بتنفيذ توصية اللجنة الاقتصادية هي شركة إسمنت عدرا التي تمتلك خطوط إنتاجية مصممة في الأساس للعمل على الغاز و هي جاهزة حاليا في حال تم توفير كميات الغاز لتشغيل هذه الخطوط والبدء بالإنتاج بحسب ما أكده مدير عام شركة إسمنت عدرا المهندس هادي المحمد الذي أكد أن أفران شركة اسمنت عدرا تم تأهيلها في السنوات السابقة وهي جاهزة للعمل على الغاز الأمر الذي سيساهم في تخفيض تكاليف الإنتاج قدر المستطاع
وأوضح المحمد للثورة أنه تم تركيب خط طحن إسمنت جديد مؤلف من مطحنة مع كامل ملحقاتها من بلايط وكرات مع فارزة حديثة من الجيل الرابع ووضعهم في الخدمة، مبيناً أن الخط يعمل بكفاءة عالية وإن المؤشرات الأولية جيدة وأن كمية التسليمات اليومية ارتفعت إلى ٣ آلاف طن، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجه عمل الشركة منها عدم توفر عمال ذوي خبرة نتيجة تقاعد أغلب العمال وتسرب البعض وعدم تعيين عمال أو مهندسين بشكل كاف منذ أكثر من ١٠ سنوات وقلة العمالة الشابة والمختصة من حملة الشهادات العلمية والعمالة الفنية والانتاجية والادارية ، وصعوبة تامين القطع التبديلية ومستلزمات الإنتاج عن طريق العقود وخصوصا ذات المنشأ الخارجي بسبب العقوبات الجائرة المفروضة على سورية
واقترح المحمد لتطوير عمل الشركة وتحسين وضعها الحالي إنشاء خط جديد للإسمنت بتقنية حديثة وطاقة إنتاجية مرتفعة ٥٠٠٠ طن يوميا ورفد الشركة بالكوادر البشرية وتعزيز التعاون مع الدول الصديقة لتأمن متطلبات الشركات عن طريق الخطوط الائتمانية.