تأخذ المؤتمرات النقابية والمهنيه للاتحادات بعناوينها ومسمياتها المختلفة بعدها الاجتماعي والثقافي والفكري، وفق الحالة الوطنية والظروف التي يعيشها أي بلد.
في مجتمعنا السوري أفرزت الحرب العدوانية الظالمة الكثير من التحديات على بنية المجتمع لاسيما الإعلامية منها والفكرية والثقافية ما استدعى الاستنفار التام سواء من قبل الوزارت والاتحادات المعنية لمواجهة التحديات في التركيز على الأولويات والسير بها نحو التنفيذ.
المؤتمرات السنوية هي بالتأكيد مراجعة حقيقية وتقييم منطقي لمسيرة عمل ومتابعة، هي محطات رابحة إذا ما أحسنا تفنيد المخرجات قدر المستطاع واحدة تلو الأخرى.
في مؤتمر اتحاد الصحفيين أمس كان التعطش والحرص واضحاً لقول الكلمة الفصل في مهنة المتاعب، هذه المهنة التي لا تشبه مثيلاتها من المهن وتتفرد بطبيعتها باعتبار أصحابها هم معنيون ومنخرطون في ملامسة هموم المجتمع ككل، فيما بعض حقوقهم وهمومهم تتآكل بالتقادم.
غيرة الصحفيين وإحساسهم العالي بمسؤولية الكلمة ودورها في البناء كان طاغياً في محاكمة الوعي الجمعي، فالصحفي الحق لا يتقاعد والقلم لا يترجل مهما اعترى الجسد من خيبات وتنافس العمر في الكبر.
إن ترميم ما أمكن من حالة الإهمال لبعض الحقوق من خلال التواصل والحوار مع الجهات المعنية لتأمينها وتوفيرها أمر مهم جداً، لاسيما وأن الاستقرار النفسي والاجتماعي في هذا القطاع وغيره من القطاعات الأخرى، يساعد على النهوض بمشروع إعلامي ثقافي وطني يراعي الثوابت ويلحظ التغيرات بآن معاً.. مايعني الاستثمار في المجالات كافة لطالما يبني الانسان ويقوي المجتمع.
إننا أحوج اليوم إلى العمل بلغة الفريق الواحد واحترام المبادارات، والتشجيع على تقديمها.. وأن الجميع مطالب بدراسة التقارير المقدمة للمؤتمر السنوي والأخذ بالمقترحات التي تساعد على تفعيل عمل الاتحاد والتخفيف من هموم أصحاب المهنة.