يواجه الأطباء خلال ساعات عملهم العديد من المخاطر، مثل التعرض المباشر للعدوى، كما حصل جراء جائحة كورونا وخسارة الكثير منهم، والجهد المتواصل في العمل، فضلاً عن أي ردة فعل من المرضى أو ذويهم مقابل أي تقصير غير مقصود طبعاً وغير ذلك، مما ينعكس على أداء عملهم.
لقد شهدنا خلال السنوات الأخيرة موجة غير مسبوقة من هجرة الكوادر الطبية والأطباء بمختلف الاختصاصات، ما يطلق تحذيرات ومخاوف من التأثير المباشر وغير المباشر لهذه الحالة على المنظومة الصحية ومستوى الخدمات المقدمة، والتي قد تأثرت خلال السنوات الماضية بسبب الحرب الإرهابية الظالمة على بلدنا والحصار الاقتصادي الجائر أحادي الجانب.
إن هجرة هذه الكوادر تحرم البلاد من الموارد البشرية الأساسية، بعد أن كان بلدنا أهم مركز طبي في المنطقة، حيث يقصده الكثيرون ويعتبرونه الوجهة الأولى في العلاج الطبي والاستشفاء وبمختلف الاختصاصات.. أولاً لخبرة هذه الكوادر وتميزها، وثانياً لانخفاض تكاليف العلاج مقارنة مع باقي البلدان.
العديد من الدول تستقطب كوادرنا وتجذبهم بفرص عمل وتعويض مالي مجزٍ، وتسهيلات مختلفة.. سواء للرغبة في استكمال الدراسة في الجامعات والأكاديميات، أم في الاختصاصات المختلفة الرئيسية والفرعية، والعمل في المراكز الطبية والمستشفيات هناك.
تعد هجرة الكوادر الطبية من أخطر التحديات التي تواجه تطوير المنظومة الصحية وتحسين الخدمات الطبية، فلا بد من حلول مجدية وعاجلة كإقرار امتيازات وحوافز وطبيعة عمل لتشجيعهم على استمرارهم بالعمل وتخفيف أضرار هذه الحالة قدر الإمكان وسد النقص في بعض الاختصاصات وبالتالي الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، فالعديد من الأطباء استفادوا من قرار معالجة الخدمة الإلزامية للطبيب، والذي نص على خدمة الطبيب سنة ونصف وفي المنطقة التي يرغب بها من دون أن يخدم احتياط.