الثورة:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عهد الأحادية القطبية في العالم انتهى رغم كل المحاولات الغربية للحفاظ عليه ولم يعد ممكنا تجاهل مصالح مراكز القوى الجديدة في العالم مشيراً إلى أن من يتمسكون بقيادتهم الوهمية للعالم يرتكبون خطأً فادحاً سيكلفهم غالياً.
وقال بوتين في كلمة أمام منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي اليوم “إن التعددية القطبية أمر لا مفر منه وإن الحركة أمر لا مفر منه حيث ولدت مراكز قوة جديدة واعدة وديناميكية وهناك جهة ما لا يعجبها هذا وتحاول تجميد العلاقات الدولية على مستوى ما قبل 30 سنة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي”.
وأضاف بوتين “بانتهاء الحرب الباردة أعلنت الولايات المتحدة نفسها طرفاً منتصراً ومنحت نفسها منزلة مبعوث إلهي هبط إلى الأرض من السماء دون أن يكون عليه أي التزامات ولديه الكثير من المصالح وهي مصالح مقدسة لا يجوز المساس بها”.
وتابع بوتين “إن الدول الغربية قوضت الثقة في العملات العالمية بسبب سعيها وراء أطماع وأوهام جيوسياسية عفا عليها الزمن” لافتاً إلى نمو قوة الصين التي أصبحت الاقتصاد رقم واحد في العالم.
وأكد بوتين أن العقوبات الغربية فشلت في تدمير الاقتصاد الروسي الذي تخلص من التضخم وبات هدفه الأساسي اليوم زيادة الإنتاج.
ولفت بوتين إلى أن الدول الغربية التي أرادت تقويض الاقتصاد الروسي عبر العقوبات فشلت وأضرت باقتصاداتها حيث ارتفعت نسبة التضخم لديها وباتت شعوبها تشعر بتلك التداعيات فيما نجحت روسيا بعد ثلاثة أشهر من فرض تلك العقوبات بضبط نسبة التضخم لديها.
وأوضح الرئيس الروسي أن الدول الغربية أطلقت العنان لطباعة الأوراق النقدية لتغطية العجز المالي دون التفكير أو الرغبة في استخدام أدوات أخرى الأمر الذي تسبب في ارتفاع الأسعار.
وأشار بوتين إلى أن معدلات التضخم في بعض دول منطقة اليورو تجاوزت في الوقت الراهن مستوى 20 بالمئة لافتاً إلى أن الغرب بدأ في البحث عن جهات لإلقاء اللوم عليها مع هذا الارتفاع.
وقال بوتين “إن المعروض النقدي نما في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين بنسبة 38 بالمئة وفي الاتحاد الأوروبي بنسبة 20 بالمئة” مبيناً أن الخسائر المباشرة فقط التي تكبدها الاتحاد الأوروبي من العقوبات ضد روسيا بلغت حتى الآن مستوى 400 مليار دولار.
وشدد بوتين على أن الاتحاد الاوروبي سيفقد بسبب العقوبات ضد روسيا قدرته التنافسية العالمية لسنوات قادمة موضحاً أن هذا الاتحاد فقد سيادته تماماً وينفذ كل ما يملى عليه ما ألحق الضرر بمواطنيه واقتصاداته متوقعاً أن يؤدي هذا الوضع إلى تصاعد الراديكالية وتغيير النخب في المستقبل.
وحذر الرئيس الروسي من استخدام القمح المورد من أوكرانيا إلى دول الغرب لدفع ثمن الأسلحة لكييف مشدداً على عدم صحة الادعاءات بأن روسيا تعيق إمدادات الغذاء الأوكرانية.
وقال بوتين “وفقاً لتقديرات وزارة الزراعة الأمريكية هناك 6 ملايين طن من القمح ووفقاً لتقديراتنا هناك 5 أو 7 ملايين طن من الذرة وهذا كل شيء في أوكرانيا وإذا أخذنا في الاعتبار أن 800 مليون طن من القمح يتم إنتاجها في العالم فإن 5 ملايين طن لا تغير أي شيء للسوق العالمية”.
وتابع بوتين “مع ذلك فهناك فرص للتصدير ليس فقط من خلال موانئ البحر الأسود بل من خلال بيلاروس فهي أرخص طريق أو من خلال بولندا أو رومانيا وبالتالي هناك خمسة أو ستة خيارات للتصدير”.
وخلص الرئيس الروسي إلى أن أمر التصدير لا يتعلق بروسيا بل يعتمد على مدى عقلانية من هم في السلطة في كييف وأن يقرروا ما يجب عليهم فعله وألا ينتظروا أسيادهم في مكان ما وراء المحيط ليقرروا عنهم.
وشدد بوتين على أنه لا علاقة للعملية العسكرية الخاصة بارتفاع أسعار الغاز في أوروبا وإنما جوهر المشكلة هي في السياسات الاقتصادية الغربية في الفترة الأخيرة.
وأكد بوتين أن روسيا لن تسلك سلوك الانعزال عن العالم وأن العقوبات تفتح أمامها فرصاً كبيرة ودافعاً للمضي قدماً فيما يخص الاستقلال التكنولوجي مبينا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت المورد الأساسي للكثير من السلع الغذائية وكانت نموذجاً لكثير من الدول لكنها تحولت اليوم إلى مستورد.