(بطل) فرهادي.. بطولة بمحض صدفة..

الثورة – لميس علي:
حدثٌ بسيط سرعان ما يتطور ويتصاعد وصولاً إلى تفرعات.. وعقدة يصعب حلّها أمام بطل عمل المخرج الإيراني أصغر فرهادي في أحدث أفلامه “البطل”، أو “قهرمان”.
السمة الأكثر وضوحاً التي بدت على بطل العمل رحيم سلطاني، أدّى الدور أمير جديدي، أنه شخصية مسالمة أخلاقية تميل إلى التطبّع بسلوك هادئ وخيّر..
كل ذلك لم يمنع من كونه سجيناً بسبب عدم قدرته على الإيفاء بقرض، ولهذا هو على خلاف مع الدائن الذي لا يرتضي أن يسقط حقه عنه إلا بإيفاء كامل الدَين.
يعتقد رحيم أنه أصبح قادراً على حلً مأزقه المالي.. لأن حبيبته أعطته حقيبة مليئة بقطع ذهبية عثرت عليها..
لكن ما يفعله أنه قرر إعادة المال لصاحبه، ووضع إعلانات في المكان الذي عُثر على الحقيبة فيه، لعل صاحبها يقرأ الإعلان.
على هذا النحو.. وفق مجموعة أحداث تتفرّع عن هذا الحدث الأساسي، يصبح “رحيم” في وضع تنفلت فيه الأمور من يديه.
يجد نفسه فجأة (بطلاً) وفق رؤية ورغبة القائمين على السجن.. ومجتمعه المحيط، العائلة، الأقارب، الجمعيات الخيرية، ووسائل الإعلام..
كلٌ منهم بدأ يستقبل الحدث حسب مصالحه..
هل كان رحيم إلا أداة بأيدي كل تلك الأطراف السابقة..؟
أم هل كان هو الأكثر دهاء لاستثمار كل ما رآه فيه الآخرون من أشياء جعلته بطلاً..؟
أي بطل هذا الذي تتم صناعته من حدثٍ أقل من عادي..؟
لكنه حدث يمثل بذات الوقت قيمة أخلاقية عالية.. فهو نهاية فضّل إعادة الذهب لصاحبته في الوقت الذي هو بأمس الحاجة إليه..
وهنا بالضبط يلعب السيناريو لعبته في محاكاة تلك الآلية والعقلية التي تتم فيها صناعة الأبطال.. والتضخيم المقصود وصولاً لغايات تخدم جهات مستفيدة وذات مصلحة معيّنة من تكريس حكاية بطل لا يملك من مقاييس البطولة التقليدية أي شيء.
ثمة إيماءة إلى أن العمل يعطي الحقيقة وجوهاً متعددة..
فالغالبية نظروا إلى “رحيم” نظرة البطل، إلا أن البعض الآخر، مثل دائنه وأحد زملاء السجن، لم يصدقوا أنه شخص صادق يستحق توصيف البطل..
وبالتالي ولربما اختلفت الحقائق بحسب زاوية الرؤية التي ننظر منها..
بالإضافة إلى تحويل الصراع، صراع رحيم، من مادي إلى أخلاقي/معنوي بعدما فقد أثر صاحبة المال ولم يصل إليها لتثبت صحة حكايته.. يصبح مُداناً وعليه إثبات أنه لم يخلق الحكاية بمجملها..
عند هذه النقطة تحديداً نرى “رحيم” المسالم قد تحوّل إلى شخصٍ آخر شرس.. فيتعارك مع الدائن.. ولن يتراجع عن موقف آخر يحمي فيه ابنه من الظهور بوضع يشفق فيه الناس عليه، الابن الذي يعاني صعوبة في النطق.
كل الأطراف التي كانت حول رحيم أرادت شيئاً منه.. وهو لم يرد سوى الخروج من السجن بدايةً، ثم إثبات صدقه تالياً..
وبسبب كل هذا يمكن أن يكون بطلاً بمقاييسه الخاصة، وليس بمقاييس أي من المحيطين به.. وهي بطولة بشكلٍ ما..
صحيحٌ أن بطولته كانت بمحض صدفة.. لكن مع هيئته المنكسرة، استطاع تحقيق توازن من نوعٍ ما، بين قناعاته التي أظهرته أحياناً ذا هشاشة تنخر داخله، وظروفه اللامعقولة التي أحاطت به.
من أكثر الأشياء جمالية انسحاب كاميرا فرهادي إلى تفاصيل واقعية، إن كان بصرياً أو أدائياً لدى الممثلين..
ولتبقى البطولة التي أراد الإيحاء بها ذات خصوصية تبنى على حساب المُهمّشين.. وحتى مع هشاشتها تبحث عنها مجتمعات بكاملها، وكأنها ضالتها.
فيلم “بطل”، حصد الجائزة الكبرى في مهرجان كان، وعُرض مؤخراً ضمن فعالية (بيت السينما، صالة الكندي).

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق