لم يكن مبالغاً من قال ذات يوم: إن السقوط القيمي والأخلاقي يبدأ من التربية المنزلية والأسرة، وحين لا تكون الأسرة قدوة حسنة في المجتمع فلن يكون المجتمع بشكل عام على مايرام ، لا نريد هنا التنظير في القيم المجتمعية والأخلاقية ، ولكن ما تناقلته الأخبار من واشنطن من أن ابنة جون بايدن تنوي نشر مذكراتها ،ومما سرب منها الكثير مما يمس القيم الأسرية ولاسيما من جانب والدها جون بايدن ، فإذا كان الأب غير مؤتمن على أسرته قيمياً وأخلاقياً ،فكيف يمكن أن يؤتمن على قيم دولة تدعي أنها تمثل عدالة السماء على الأرض ؟
وإذا كان ينتهك أدنى مقومات الأخلاق في كلّ ما يقوم به ،ماذا يمكن أن نقول ..؟
ليست قضية عابرة في أسرة صار ربها رئيساً للولايات المتحدة، وليس هذا بل يظن أنه الحاكم بأمره للعالم ، ومع هذه الموبقات الأخلاقية التي تحدثت عنها ابنته تكبر الموبقات السياسية والقيمية ،وهذا ما يفسر الانحدار الأخلاقي في كلّ ما تقوم به الادارات الأميركية ، فلم يكن رؤساء البيت الأبيض في يوم من الأيام على سوية أخلاقية حتى في أسرهم فكيف يمكن أن يكونوا قادة للعالم ؟
هل نذكر بالفضائح التي هزّت إداراتهم ،القائمة طويلة ،وعلى ما يبدو أنه لن تكون ثمة نهاية لها ، هل نطرح سؤالاً آخر أكثر خبثاً : من الذي يهيء لهؤلاء أن يكونوا قادة البيت الأبيض ،ويعمل باللحظة المناسبة على كشف فضائحهم وبتوقيت قاتل يريد من خلاله أن يحكم سيطرته عليهم ؟ تذكروا لحظة تفجير فضيحة مونيكا مع كلينتون ،وغيرها ولنبحث عن المستفيد.