بات لافتاً في الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تشهدها المنابر الثقافية، تلك المبادرات الشبابية، التي تحاول أن ترسم لها دروباً على طريق الإبداع، سواء منها ما يخص الكتابة في القصة والرواية والشعر، أو في فنون الرسم والنحت والغناء والتمثيل.
وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً هاماً في سهولة التواصل وتبادل الآراء واختيار العناوين المطروحة للنقاش، ويشكلون معاً تظاهرة ثقافية لافتة، وخصوصاً أن أغلبهم لايزال على مقاعد الدراسة.
هؤلاء الشباب ينظرون إلى واقعهم بعين مختلفة، ويبحثون عن مصادر للفرح والأمل، ويحتفون بمنجزهم الأدبي والفني كما الكبار، في محاولة منهم إيجاد منارات للارتقاء بواقعهم والانتصار على صعوبات الحياة.
هم صناع الأمل، يصارعون تحديات الزمن في السعي للخروج من عنق الزجاجة، ويؤمنون بأن المستقبل خلق لأجلهم، تتملكهم ثيمة الأمل، وتحرك فيهم العزيمة الملهمة بالإبداع، كما تحفز لديهم قيم الحب والخير والجمال.
واليوم في ظلّ تحديات ربما هي الأقسى من نوعها، نقف إلى جانبهم في التصدي لصعوبات تواجههم، في محاولة لإيجاد الحلول والعمل من أجل الارتقاء بواقع الوطن، ومكافحة اليأس، بأن نأخذ بيدهم لتغيير واقعهم وتحقيق أحلامهم وبناء المستقبل الذي يتطلعون إليه.
وبالطبع هذا يحتاج إلى تضافر جهود جهات عديدة، تبدأ بالأسرة والمدرسة والجامعة، مروراً بالمؤسسات الثقافية، وصولاً إلى مراكز وأندية تحتضن هذه الإبداعات والمواهب، من أجل رعايتها وصقلها، وتوجيهها نحو الأفضل، ويجب أن نقف إلى جانبهم، قبل أن تجرفهم تيارات العولمة بما تحمله من قيم وثقافات لا تشبهنا، أو تأخذهم المقاهي إلى الفراغ والضياع.
قوة الشعوب في مواردها البشرية الواعية المثقفة، وحري بنا أن نستثمر تلك الثروة البشرية الشابة في عمليات البناء، قبل أن تتحول إلى معاول للهدم، ونعمل على زراعة الأمل في نفوسهم والاحتفاء بما يقدّمون من خلال تسليط الضوء على مبادراتهم ومشاريعهم ومشاركتهم قصصهم وتجاربهم الإبداعية، لأن الأمل هو الصناعة الوحيدة التي تنهض بالعقول وتفجر الإبداع، وهي بعد ذلك تحول التحديات إلى حوافز لإيجاد الحلول المبتكرة.