عبد الحميد غانم :
يتمتع المجتمع السوري يغنى ثقافي واجتماعي كبيرين وتجانس مكوناته الإنسانية التي صنعت منه مجتمعاً راقياً تسوده قيم الاحترام والتفاعل والحوار الحضاري عبر التاريخ.
وقد حاول أعداء سورية منذ بداية الحرب الإرهابية ضرب تلك القيم من أجل استهداف وحدة الشعب السوري وإحداث فتن وصراعات طائفية وقومية ومذهبية، لكن الوعي الوطني للشعب السوري أسقط كل الذرائع من يد الغرب الاستعماري الذي أراد تضليل السوريين والعالم بأن الدولة السورية تمارس ظلماً بحق أحد مكونات نسيجها الوطني وشرائحها الاجتماعية مثل (المكون الكردي).
وقد سار مع هذا التضليل البعض القليل ممن وضعوا أنفسهم أداة لأمريكا والغرب مثل ميليشيا “قسد” وغيرها علما أن هذه الجزيئية الصغيرة لا تحظى بتأييد ولا تملك قاعدة شعبية في سورية.
إذ إن هناك إجماعا للسوريين يرفض البتة تقسيم سورية أرضاً وشعباً على أي أساس طائفي أو ديني أو عرقي تحقيقاً للمخططات الأمريكية الغربية التي أرادت تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ.
ويسود المجتمع السوري الاحترام والتفاعل الحيوي بين مواطنيه دون أي تمييز وكلهم أبناء الوطن السوري الواحد متساوون بالحقوق والواجبات ويدافعون جبهة واحدة متماسكة عن وحدتهم الوطنية أرضاً وشعباً.
والسيد الرئيس بشار الأسد، كما أكد مجدداً، في حديثه لقناة روسيا اليوم مؤخراً: إن الموضوع الكردي إذا أخذناه بالمعنى القومي، فهم قومية موجودة في سورية عبر التاريخ، والجزء الأكبر من هذه القومية هم أشخاص وطنيون، ولكن هناك جزء منهم كما هناك جزء من العرب، وجزء من غير العرب من مختلف الشرائح يضع نفسه بموقع العميل، خاصة للأمريكيين.
ويعرض السيد الرئيس المشكلة بقوله: “المشكلة هنا لا تتعلق أبداً بموضوع لا الرئيس ولا المعارضة السياسية، تتعلق بموضوع وحدة الوطن السوري”.
وبيّن سيادته الغاية الاستعمارية من وراء عرض هذا المخطط بقوله: “طرح موضوع أن يكون هناك قوميات متعددة في إطار كانتونات في إطار فيدراليات هذا يعني مقدمة للتقسيم”.
بينما يشكل التنوع الثقافي والاجتماعي والسياسي السوري في إطار الوحدة الوطنية، التنوع السوري هو غنى نحن ننظر إليه كما أشار إليه السيد الرئيس بشكل إيجابي.
وخلص إلى حقيقة التنوع العرقي، القومي الديني، الطائفي، بأنه غنى للمجتمع السوري وليس العكس، ولكن عندما يُطرح بإطار خاطئ، كما حاول البعض منسجما مع الدعوات الكاذبة والأضاليل الغربية يتحول إلى نقمة على البلد وهذا ما لا نسمح به.
هذا الغرب يتغنى بشعارات براقة، لكن ممارساته على أرض الواقع تدحض كل أكاذيبه حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو يسعى لزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد، لتأليبهم على وطنهم، ما يسهل عليه نهب ثرواتهم ومقدراتهم، وهذا ما تجسده سياساته وممارساته الإرهابية تجاه سورية والمنطقة وخاصة في دعم الجماعات الإرهابية، وفي إرهابه الاقتصادي ضد شعبنا عبر الحصار والإجراءات الاحترازية أحادية الجانب.
فالأكراد جزء مهم من أبناء شعبنا فهم قومية موجودة في سورية عبر التاريخ، والجزء الأكبر من هذه القومية هم أشخاص وطنيون، ولكن هناك جزء منهم يضع نفسه بموقع العميل، خاصة للأمريكيين أمثال “قسد” التي رضيت أن تكون أداة بيد المحتل الأمريكي لنهب ثروات الوطن من نفط وقمح وغيرهما، وتكون جزءاً من مخططه لتقسيم سورية أرضا وشعبا.
فهذه الحفنة التي رهنت نفسها للمحتل لن تحظى بالأمن والاستقرار ومستقبلها سينتهي بانتهاء دورها، وستعزل وتسقط في وحول الخيبة والخذلان كما سقط غيرها، وتاريخ المنطقة والعالم حافل بأحداث مماثلة، لكن العبرة والمنتصر والحاذق من يتعظ.