أميركا وأدواتها.. تقاسم لأدوار التدمير في سورية

الثورة – سامر البوظة
لم تستطع منظومة العدوان أن تخفي حالة الجنون والهستيريا التي تعصف بها لتصب نار حقدها وإجرامها بطرق وأشكال مختلفة ضد سورية وشعبها لتفضح غيظها وعجزها وإفلاسها ولتؤكد فشل مشروعها الاستعماري وهزيمتها أمام الصمود الأسطوري لسورية وجيشها وشعبها، على الرغم من المعاناة والحصار والعقوبات الجائرة والإرهاب وما خلفته الحرب الإرهابية الظالمة على مدى أكثر من عشر سنوات.
ففي الوقت الذي تواصل فيه الحكومة السورية جهودها لإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وتيسير العودة اللائقة والكريمة للاجئين والمهجرين، تستمر ممارسات الإرهاب والعدوان والتدمير من قبل هذه المنظومة لإعاقة تلك الجهود ومنع تعافي سورية أو إعادة الحياة والإعمار بعد سنوات الحرب، وبالتالي إطالة أمد الأزمة فيها, لأن أكثر ما يقلقهم ويخيفهم هو عودة الأمان والاستقرار لسورية، واستعادتها لموقعها ودورها المؤثر والفاعل على الساحة الدولية، وهذا موضوع لم يعد خافياً على أحد.
ومن الواضح أن هناك تنسيقا تاما وتقاسما للأدوار بين أركان هذه المنظومة التي تتناوب في الاعتداء على سورية, فهاهي الولايات المتحدة الأميركية, “زعيمة العصابة”, والراعي الأول للإرهاب في العالم, وبالإضافة إلى دورها القذر في دعم الإرهابيين الذين استقدمتهم من كل أصقاع الأرض لتنفيذ مخططاتها الخبيثة وجرائمها بحق سورية وشعبها, تواصل احتلالها غير الشرعي للأراضي السورية وتستمر في الاعتداء على المدنيين الآمنين بالتعاون مع مرتزقتها من الإرهابيين, وتسرق ثروات السوريين ومحاصيلهم ونفطهم وقمحهم أمام أعين العالم, لتمعن أكثر في قتل الشعب السوري وتزيد من معاناته, ليأتي الدور بعد ذلك على “الورم الخبيث” الذي ابتليت فيه منطقتنا, وهو الكيان الصهيوني الغاشم الذي يكمل ما بدأه شركاؤه في واشنطن, ويواصل جرائمه ويوسع من اعتداءاته وانتهاكاته المتكررة ضد السوريين تحت الحجج والذرائع الممجوجة ذاتها التي لم تعد تقنع حتى الإسرائيليين أنفسهم, عبر الاستهداف الممنهج والمبرمج للمنشآت المدنية والقطاعات الحيوية التي يعتمد عليها السوريون لتأمين أبسط احتياجاتهم المعيشية, فبعد استهداف الموانئ, شاهدنا وشاهد العالم بأسره كيف شنت قوات الاحتلال عدوانا غادرا على مطار دمشق الدولي وعطلت حركة الملاحة فيه في انتهاك سافر لكافة القوانين والأعراف الدولية, والهدف واضح وهو تشديد الخناق على الشعب السوري لزيادة معاناته في إطار الحرب الاقتصادية والحصار الظالم المفروض عليه, فالمطار أحد المنافذ الحيوية الأساسية التي يعتمد عليها السوريون من أجل تأمين رحلاتهم وخدماتهم واحتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء, بالإضافة إلى وجود الشحن الجوي الذي يساهم بدعم الاقتصاد السوري ولو بنسبة بسيطة في ظل العقوبات والحصار.
فالهدف إذا من هذا التصعيد الخطير يأتي بالمقام الأول لاستهداف الاقتصاد السوري في عصب أساسي ونافذة جوية لم تتعطل منذ تأسيسها عام1970, حتى في ذروة الحرب الإرهابية التي استهدفت سورية قبل أكثر من 11عاماً, على الرغم من اقتراب المجموعات الإرهابية المسلحة بشكل كبير من المطار واستهدافها المتكرر لهذا المرفق الحيوي ومحاولة تعطيله المستمرة إن كان عبر قذائف الهاون التي كانت تتساقط عليه والتي تسببت بأضرار متفاوتة في البنية التحتية ومنها التي طالت بعض الطائرات المتوقفة أو محاولات قطع الطريق الواصلة بين مدينة دمشق والمطار وعمليات القنص التي كانت تتم لإرهاب المدنيين وتخويفهم, ورغم كل هذه التحديات لم يتوقف العمل في المطار.
ليطل بعد ذلك الإرهابي الآخر, اللص أردوغان, برأسه من زاوية الشمال السوري من خلال التصعيد الذي تقوم به قواته المحتلة مؤخراً واعتداءاتها المتكررة على المناطق والقرى في شمال حلب والحسكة, بالإضافة إلى سياسة التطهير الديموغرافي والعرقي والجغرافي التي تمارسها حكومة هذا المجرم وتهديده باجتياح الأراضي السورية واحتلال المزيد من الأراضي بهدف إنشاء ما أسماها “مناطق آمنة”, تحت حجج وذرائع كاذبة لا وجود لها إلا في مخيلته لتبرير اعتداءاته وتحقيق مآربه الدنيئة.
ثم يأتي الدور على الاتحاد الأوروبي ليكمل عقد التآمر على الشعب السوري من خلال تجديده العقوبات القسرية المخالفة للقوانين الدولية والإنسانية, والتي تأتي استكمالاً للحرب الاقتصادية التي افتعلتها الولايات المتحدة وبأوامر وتحريض مباشر منها, تلك العقوبات التي تستهدف بالدرجة الأولى المواطن السوري في لقمة عيشه وفي غذائه ودوائه, ليكشف بذلك الأوروبيون عن نفاقهم وكذبهم وانفصالهم عن الواقع, ويثبتوا أنهم مجرد أتباع أذلاء لسيدهم الأميركي ولا يجرؤون عن الخروج من تحت عباءته, على الرغم من الشعارات الرنانة التي يتغنون بها والتي تتحدث عن “سيادة القرار” والحرية وحماية حقوق الإنسان.

لذلك كل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن هناك تنسيقا تاما وأمر عمليات مشتركا بين هذه القوى وبضوء أخضر أميركي حول التصعيد المبرمج والمخطط له ضد سورية, وأن هناك قراراً مشتركاً بذلك لتضييق الخناق أكثر على الشعب السوري للضغط على الدولة السورية وابتزازها, ظناً منهم أنهم قد يحصلون على بعض المكاسب أو التنازلات, ولكن على الرغم من كل التصعيد الحاصل ستبقى سورية صامدة بهمة جيشها وعزيمة شعبها المقاوم, ولن تركع أو تساوم مهما زادت الضغوط أو عظمت, ولن تتنازل عن حقها المشروع في صد أي اعتداء غادر، وكل تلك الضغوط لن تثنيها عن مواصلة حربها على الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره، ودحر كل القوات الغازية المحتلة عن أراضيها, وهذا اليوم بات قريباً, وقريباً جداً.

آخر الأخبار
أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها انطلاقة جديدة لمرفأ طرطوس.. موانئ دبي العالمية تبدأ التشغيل سوريا والتعافي السياسي.. كيف يرسم الرئيس الشرع ملامح السياسة السورية الجديدة؟