الثورة- كتب المحرر السياسي ناصر منذر:
48 عاماً مرت على ذكرى تحرير مدينة القنيطرة، حيث رفع القائد المؤسس حافظ الأسد العلم الوطني في سماء المدينة عام 1974 بعد تحريرها من العدو الإسرائيلي، وعودتها إلى السيادة الوطنية، لترنو أنظار السوريين اليوم إلى قرب تحرير الجولان المحتل، وإعادته إلى حضن الوطن.
رفع العلم العربي السوري فوق القنيطرة كان ثمرة لانتصارات جيشنا الباسل وتضحيات شهدائنا الأبرار في حرب تشرين التحريرية، حيث أسقط أبطال تشرين التحرير وهم أسطورة جيش العدو الصهيوني، لتشكل هذه الحرب المجيدة ملحمة بطولية مشرقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، ونقطة انعطاف مهمة في التاريخ الحديث بفضل بطولات رجال جيشنا العظيم الذين أكدوا قدرتهم على مواجهة أعتى قوى العدوان والإرهاب، وهم اليوم أكثر عزماً وتصميماً على تحرير كل شبر أرض من براثن الإرهاب والاحتلال، والجولان المحتل على رأس الأولويات.
بعد تحرير مدينة القنيطرة وجه القائد المؤسس حافظ الأسد آنذاك بضرورة نفض وإزالة آثار العدوان والاحتلال والتدمير والخراب الذي عاثت به قوات الاحتلال الصهيوني في المدينة، حيث كشف تحريرها للعالم أجمع همجية الاحتلال ووحشيته حينما حوّلها إلى مدينة أشباح وركام، فلم يستثن بناء سكنياً إلا واستهدفه بقذائف إرهابه وحقده وعنصريته، وحتى دور العبادة والمستشفيات والمدارس لم تسلم من وحشية الاحتلال الغاشم الذي لا يزال حتى يومنا هذا يمارس إرهابه المنظم بحق أهلنا في الجولان المحتل، ويواصل اعتداءاته على مواقع الجيش العربي السوري لحماية التنظيمات الإرهابية، وإعطائها جرعات دعم إضافية لمواصلة جرائمها بحق الشعب السوري، لمنع سورية من استرداد عافيتها كاملة، بسبب خشيته وخوفه على استمرار وجوده غير الشرعي، لأن الجيش العربي السوري يقف دائماً بالمرصاد لمشاريعه العدوانية وأطماعه التوسعية.
اليوم يعيد التاريخ ذاته، حيث الجيش العربي السوري يسجل الانتصارات تلو الأخرى ضد الإرهاب المدعوم من الاحتلال الصهيوني وأمريكا والغرب المستعمر، ومن أنظمة وحكومات إقليمية ومستعربة رهنت قرارها وسيادة بلدانها للمشروع الصهيو-أميركي، للنيل من سورية وشعبها الصامد، والمقاوم لكل المشاريع العدوانية التي تستهدفه، وتستهدف شعوب المنطقة بأكملها.
ذكرى تحرير القنيطرة ستبقى خالدة لما تحمله من دلالات ومعانٍ وطنية وقومية تجسد تاريخ السوريين النضالي، وبطولاتهم العظيمة ضد الغزاة والمحتلين، وانتصاراتهم لن تتوقف، و ستتوج قريباً بتحرير ما بقي من مناطق تحت سيطرة الإرهاب، وطرد كل قوة غازية ومحتلة، والجولان المحتل على رأس أولويات التحرير القادم، وقد أكدت سورية مراراً وتكراراً حقها المشروع في استخدام كل السبل والوسائل لاستعادة الجولان، فهذا أمر غير قابل للتفاوض، وبدورهم لا يزال أهلنا الصامدون في الجولان المحتل يجددون تأكيدهم على هويتهم الوطنية، وعلى مقارعة العدو الصهيوني، ويشددون على أن المقاومة هي الخيار الأنجع لاسترجاع كل ذرة من تراب الجولان، وعودتهم إلى حضن الوطن.